فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

بينات من الآيات
معرفة المصير

[ 1] [ اقترب للناس حسابهم ]

معرفة الانسان لمصيره و حسابه ، أفضل و سيلة لهدايته و في الحديث : " كفى بالموت واعظا " لأن الموت زائر غير مرغوب فيه ، يزور الانسان في أي لحظة يشاء ، دون أن ياخذ موافقة مسبقة ، فعلى الانسان أن يستعد للموت في كل لحظة ( فاذا مات ابن آدم قامتقيامته ) ومن هنا يظهر الخطأ الفادح لاولئك الذين يزعمون بأن يوم القيامة بعيد ، إذا فلماذا الغفلة ، و لماذا الاعراض عن ذكر الله و عن الرسالة ؟!

و الناس على أقســام ثــلاث ، فمنهم من يتحول قبره الى روضة من رياض الجنة ، و هم الصالحون ، و منهم من يصبح قبره حفرة من حفر النيران ، و هم المجرمون .

و واضح إن حساب هؤلاء أقرب إليهم من كل شيء لأنه لا يفصلهم عنه سوى الموت الذي ينزل بهم في أية لحظة .

أما القســم الثالــث فهم الذين يلهى عنهم حتى قيام الساعة حسب بعض النصوص ، و بالرغم من بعد الحساب عنهم زمنيا إلا إن إنعدام شعورهم خلال الفترة يوصل الموت و قيام الساعة ببعضهما في الواقع ، و لعله لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف : " بعثت و الساعة كهاتين ، و هو يشير الى إصبعي السبابة و الوسطى بعد جمعهما " .

[ و هم في غفلة معرضون ]

تحيط بهم الغفلة ، و يهربون من مواجهته الحقيقية .

[ 2] [ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه و هم يلعبون ]كلما أتتهم آيات جديدة من ربهم ، تذكرهم بواقعهم و مصيرهم ، إذا بهم يتشاغلون عنها بتوافه الأمور ، أو يتخذونها لعبا ، فلا يتعاملون معها بجدية . تصور إنك لو مثلت أمام محكمة ، و أنت تعتقد بانها إما أن تحكم عليك بالاعدام ، و إما أن تبرىء ساحتك ، كيف تقففي قفص الاتهام ، أو ليس متحفزا يقظا ، حتى لا تبدر منك كلمة في غير محلها ، لانها لحظة حاسمة . أما إذا أخذت تدير مسبحة في يدك أو تدخل يديك في جيبك تبحث عن محتوياته العادية فان ذلك يسمى لعبا .

و كذلك الانسان في هذه الحياة أشبه ما يكون في قاعة محكمة ، و عليه أن ينتظر الحكم عليه بدخول الجنة أو بورود النار ، و لهذا ينبغي عليه أن يأخذ الحياة بجدية تامة ، و يحسب لاعماله و تصرفاته ، و أقواله ألف حساب ، وإلا كان من الذين يشملهم قول الله سبحانه: و هم يلعبون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس