فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

لا للتبرير .. نعم لتحمل المسؤولية
هدى من الآيات

ما أبهض ثقل المسؤولية على قلب البشر ، يكاد فؤاده يتصدع حين يعلم إنه لمسؤول ، أمام خالق السماوات و الأرض لا يخفى عليه شيء في السماء و الأرض .

و كذلك تراه يبحث عما يخفف عنه هذا الثقل الباهض ، و ينجيه - بزعمه - من سؤال بارئه .

و يفند السياق القرآني - في إطار تحسيسه بواقع المسؤولية - هذا الزعم ، و يقول : هل الآلهة تنشر الموتى ؟ أولا يعلمون أن لو كان في السماوات و الأرض آلهة إلا الله لفسدتا و تفطرتا ؟ تقدس رب العرش عما يصف المشركون ، إنه فوق التأثر بخلقه ، فهم يسألون عن افعالهم ، و هو لا يسأل عما يفعل . ثم يطالبهم بالبرهان ، و يؤكد إن كل الرسالات الالهية تتفق على كلمة التوحيد ، وان شرك هؤلاء نابع من إعراضهم عن الحق .

وربما زعموا إن الملائكة الأشداد هم أولاد الله ، أو لا يعلمون إنهم عباد مكرمون ( مقربون الى الله و هذا سر قدرتهم ) ، وانهم لا يظهرون رأيهم بل يطيعون أمر ربهم ، و ان الله تعالى محيط بهم علما ، وانهم لا يشفعون إلا باذنه ، و انهم يخشون ربهم ؟ فكيف يعارضونه ؟ و انهم مجزيون على أعمالهم ، فلو قال أحدهم إفكا إنه إله من دون الله يجزيه ربه جهنم كما يجزي سائر الظالمين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس