فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
خلق الانسان من عجل
هدى من الآيات
هناك حواجز نفسية تمنع تحسس الانسان بمسؤوليته الكبرى في الحياة ، و تدفعه الــى اللهــو و اللعب ، و تحجبه عما تمليه الرسالة الالهية من توجيهات و مواعظ ، و من تلك الحواجز النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم هنا :
اولا : حالة الاستعجال عند الانسان . حيث يعتقد بأن تأخر الجزاء دليل على أن العمل لا يستلزم الجزاء ، و هذا يمنعه من التفكير الجدي في الحياة ، لأن أكثر الأعمال لا يأتي جزاؤها إلا بعد حين ، حسب حكمة الله و تقديره .
ثانيا : الشرك . و هو من الحجب النفسية التي تمنع الانسان من الإيمان بمسؤوليته الملقاة على عاتقه ، و الذين يشركون بالله بأي شكل و تحت أي عنوان كان ، إنما يهدفون أساسا الى التخلص من مسؤولية التوحيد ، و التي تتطلب قدرا من التضحية و الصبر ، و تحدي عاملالزمن ، و لكنهم بعدولهم من الحق الى الباطل ، يعرضون أنفسهم للجزاء المرهق و العذاب الدائم ، في مقابل راحة و قتية و همية ركنوا إليها بجهلهم و حمقهم .
ثم يشير القرآن الى فكرة هامة و هي إن الجزاء يأتي في اللحظات التي يزداد فيها غرور الانسان بنفسه ، فالمجتمع في بداية حياته يكون حذرا ، و لكن عندما يطول عمره ، و تكثر النعم و الخيرات عنده ، فانه ينسى حذره و يركبه الغرور و يعتقد : إن ما عنده من الراحةوالمتعة سيكون ابديا ، و مع استمراره في الحياة ، و ازدياد غروره ، فان سلبياته تتكاثر و يزداد ظلمه ، فيتراكم جزاء أعماله و في لحظة واحدة ، يفاجؤه الجزاء و يدمر عليه كل شيء ، و هذا قانون اجتماعي ثابت لا يستثنى منه مجتمعاتنا في هذا الزمان .