فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
و على الله قصد السبيل
هدى من الآيات
[ بسم الله الرحمن الرحيم ]
بإسم الله ، برحمته الواسعة الدائمة ، بعلمه و حكمته ، بقدرته و تدبيره ، تشرع هذه السورة .
يستعجل المشركون دائما جزاء أعمالهم ، زاعمين أن التأخير دليل العدم ، كلا .. فها هو أمر الله المتمثل في تحقيق ما أنذر به الرسول قد أتاكم ليجازيكم على شرككم ، دون أن يقدر الشفعاء على انقاذكم من عذاب الله .
و تهبط الملائكة بين حين و آخر من أمر الله ، بالروح الذي يحمل رسالة ربه إلى الناس بالإنذار بضرورة التوحيد ، و الأمر بالتقوى . و لا أحد يفر من الجزاء ، لأن خلق السماوات و الأرض قائم على أساس الحق ، و لا إله ينقذ البشر من عذاب الله . تعالى الله عن شركهم .
و من الذي يستكبر على الله ؟! إنه هذا الانسان الذي كان أصل خلقه نطفة ، فإذا به يديم الجدال و بكل وقاحة في الحقائق ، بالرغم من انه لا يزال بحاجة الى نعم الله ، فهذه الأنعام خلقها الله للإنسان يستدفئ بها ، و ينتفع منها ، و يأكل منها ، و يتخذ منها وسائلالزينة ، و وسائل النقل الى بلد بعيد يشق على الأنفس الوصول إليه ، كل ذلك آية رحمة الله و رأفته بالبشر ، كما خلق الرب الخيل و البغال و الحمير لكي يمتطيها البشر ويتخذ منها زينة ، هذه نعم ظاهرة ، و هناك نعم باطنة لا نعرفها ، و الله الذي هيأ النعم حدد البرامج التفصيلية للإنتفاع الأفضل منها ، حين بين لنا بفضله السبيل المستقيم إليها ، و لكن دون أن يفرض علينا السير عبره ، و لو شاء الله لهدى الناس جميعا .
|