فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
و العاقبة للمتقين
هدى من الآيات
في الدرس السابق بين السياق موقف الكفار من الرسالة و أما المتقين فان موقفهم هو انها خير ، حيث تهيء منهاج الاحسان الذي يؤدي الى الحسنات في الدنيا ، و في الآخرة جزاءهم الأوفى حيث يستقر المتقون فيها بسلام .
هنالك حيث الجنان الخالدة التي يدخلونها ، يجدون فيها الأنهار تجري من تحتها ، و تتحقق أمانيهم و ذلك جزاء المتقين الذين تنتهي حياتهم بخير ، يسلم عليهم الملائكة التي تتوفاهم ، و يبشرونهم بدخول الجنة باعمالهم الصالحة .
و لا يهتدي الكفار بعقولهم ، بل ينتظرون هبوط الملائكة لينظروا اليها باعينهم ، أو نزول العذاب الذي ينذرون به ، و لكن الدنيا دار ابتلاء ، فاذا ظهرت الحقائق فان العذاب لا يرد عنهم ، و لا تقبل توبتهم ، بانهم ظلموا انفسهم و لم يظلمهم الله ، هنالك يجدونسيئات اعمالهم ، ويأخذهم ذلك العذاب الذي استهزؤوا به .
و من الكفار من يبرر انحرافه الفكري و السلوكي بالفكرة الجبرية ، و يقول : لو شاء الله لمنعنا عن عبادة الشركاء أو اتباع القانون الباطل ، و هذا تبرير قديم ، و لا يسع الرسل سوى البلاغ الواضح ، و بعدئذ تبقى لهم حريتهم و اختبارهم ، و ابتلاء الله لهم ، و الله لم يأمرهم بعبادة الطاغوت ، بل بعث الأنبياء لخلاص الناس من الطاغوت ، فمنهم من استجاب لدعوة الرسل فهدي ، و منهم من لم يستجب فاضله الله و المكذبون بالرسل أخذوا بأشد العذاب باعتبارهم أحرارا في تصرفهم و تكذيبهم ، فانظروا في آثار السابقين .
و الله لا يكره احد على الهدى ، بل لا يهدي من يختار الضلالة ، و لا ينصره و لن ينصره أحد .
|