فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


حديث الاسراء
في الحديث المروي عن تفسير القمي ، عن ابي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن


أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال :

" جاء جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل بالبراق الى رسول الله (ص) فأخذ واحد باللجام و واحد بالركاب ، و سوى الآخر عليه ثيابه ، فتضعضعت البراق ( اي تحركت ) فلطمها جبرئيل ، ثم قال لها : اسكني و تطأطئي يا براق ، فما ركبك نبي قبله ، و لا يركبك بعده مثله، فرفت به ( اي طارت ) و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير ، و معه جبرئيل يريه الآيات من السماء و الارض ، فبينما انا في سيري اذ نادى مناد عن يميني ، يا محمد ! فلم اجبه ، ولم التفت اليه ، ثم نادى مناد عن يساري : يا محمد ! فلم اجبه و لم التفت اليه ، ثم استقبلتنيامرأة كاشفة عن ذراعيها ، عليها من كل زينة الدنيا فقالت : يا محمد ! أنظرني حتى أكلمك فلم التفت اليها ثم سرت ، فسمعت صوتا افزعني فجاوزته ، فنزل بي جبرئيل ، فقال : صل ، فصليت ، فقال : اتدري اين صليت ؟ قلت لا ! فقال : صليت بطور سيناء ، حيث كلم الله موسىتكليما ، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ، ثم قال لي : انزل فصل ، فنزلت فصليت ، فقال : اتدري اين صليت ؟ فقلت لا . قال : صليت في بيت لحم . ( و بيت لحم ناحية من نواحي بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم ) ثم ركبت ، فمضينا حتى انتهينا الى بيت المقدس ، فربطت البراق بالحلقة التي كان الانبياء تربط بها ، فدخلت المسجد و معي جبرائيل الى جنبي ، فوجدنا إبراهيم و موسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله (ع) فقد جمعوا الي واقيمت الصلاة - و لا اشك الا و جبرئيل سيتقدمنا - فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدي ، فقدمني ، و اممتهم ، ولا فخرا ( يعني لا افتخر بذلك ) ثم آتاني الخازن بثلاثة أوان ، اناء فيه لبن ، و اناء فيه ماء و اناء فيه خمر وسمعت قائلا يقول : ان أخذ الماء غرق و غرقت أمته ، و ان أخذ الخمر غوي و غويت أمته ، و ان أخذ اللبن هدي و هديت أمته ، قال : فأخذت اللبن و شربتمنه ، فقال جبرئيل : هديت و هديت أمتــك . ثم قال مــاذا رأيت في مسيرتك ؟ فقلت ناداني مناد عن يميني فقال : أو اجبته ؟ فقلت : لا ، و لم التفتاليه ، فقال : ذاك داعي اليهود ، لو اجبته لتهودت أمتك من بعدك ، ثم قال : ماذا رأيت ؟ فقلت : ناداني مناد عن يساري ، فقال لي : او اجبته ؟ فقلت لا ، و لم التفت اليه ، فقال : ذاك داعي النصارى ، ولو اجبته لتنصرت أمتك من بعدك ، ثم قال : ماذا استقبلك ؟ فقلت :
لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها ، عليها من كل زينة الدنيا فقالت : يا محمد ! انظرني حتى أكلمك ، فقال : أو كلمتها ؟ فقلت : لم أكلمها ، و لم التفت اليها ، فقال : " تلك الدنيا ولو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ، ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل : أتسمع يا محمد ، قلت : نعم ، قال : هذه صخرة قذفتها من شفير جهنم منذ سبعين عاما ، فهذا حين استقرت ، قالوا : فما ضحك رسول الله حتى قبض عليه السلام " .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس