فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
قصة المعراج
في حديث الاسراء و المعراج كثير من المواعظ و الحكم ، و في نفس الوقت هو حديث ممتع ، يحمل الانسان بعيدا عن آفاق الزمان و المكان ، و يدعه يسيح في آفاق بعيدة و اشارت الى ذلك الآية القرآنية تقول : " لنريه من آياتنا " .
في وقت كان الناس يعتقدون بأن الارض هي محور الكون ، و ان السماء سقفها ، و ان النجوم مسامير وضعت في هذا السقف لكي لا تقع السماء على الارض ، و لتكون زينة ، و كان يتصور فريق منهم ان السموات عقول مجردة لا تحتمل الفساد .
في ذلك الوقت تمت حادثة المعراج ، و نقلتها الاحاديث ، و لابد ان نعرف ان قصة السموات تختلف عن موضوع الكبد مثلا في جسم الانسان ، إذ الكبد شيء خفي لا يهتم كل انسان به ، اما السماء فكل انسان يزعم انه يعرف عنها الشيء الكثير ، و ذلك لعلاقته الوثيقة بها ،فهو يرى الشمس و القمر و النجوم يوميا ، كما انه يشاهد تغييرات الأنواء باستمرار ، و هكذا فانه لابد ان يكون تصورا معينا عنالسماء في نفسه يكون خاطا في الأغلب ، و كثيرا ما تحولت الأساطير المرتبطة بعلم الهيئة القديم الى افكار مقدسة ، فمثلا : دافعت الكنيسة عن هيئة بطليموس ، و أحرقت أو قتلت من تحداها ، كما جرى لجاليليو ، حين قال : بان الارض التي تدور حول الشمس و ليس العكس .
و بالرغم من ذلك فقد جاءت اشارات صريحة في بعض الاحاديث عن طبيعة السماء يقول الامام علي (ع) في حديث له :
" ان وراء عالمكم هذا اربعين عالما " .
و اربعين عدد يدل على الكثرة في اللغة العربية .
ولقد كان الامام علي (ع) يقف في مسجد الكوفة فيقول بملئ فيه :
" سلوني عن طرق السماوات فاني اعلم بها من طرق الارض " .
و الامام الرضا (ع) يقول في حديث مسهب :
" ان لكل ارض سماء تحيطها " .
|