فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
مسؤوليات اجتماعية
[34] [ و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ]
يحق لولي اليتيم ان يأخذ مال اليتيم فيستثمره لصالح اليتيم ، و لكنه لا يجوز له التصرف في هذا المال الا في هذا المجال ، حتى يبلغ اشده حينما يصل الى مرحلة البلوغ فتسلم اليه أمواله ، ولان اليتيم ضعيف فاحترام ماله يدل على ضرورة احترام اموال الاقوياء بالطبع .
[ و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ]
و العهد ركيزة اجتماعية في الاسلام ، و محور للتعاون و التبادل الفكري و السياسي و التجاري ، و الاسلام يحث على اداء العهود لهذا السبب اولا ، و لسبب اخلاقي ثانيا ، و لان الوفاء بالعهود يجري عليه حكم الشرع ثالثا : و العهد واحد من اخطر مسؤوليات البشر فيحياته .
[35] [ و أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ]القسطاس المستقيم : هو البيع الذي لا غبن فيه و لا غش و لعل احترام الكيل يدل على اكثر من احترام حقوق الناس ، حيث يدخل ضمن احترام قوانين البلد و عدم الخروج عليها لمصلحة ذاتية .
[ ذلك خير و أحسن تأويلا ]
فهذا أمر حسن فطريا و اجتماعيا ، و أحسن نهاية و عاقبة ، لان الغش لو ساد مجتمعا فستحل به كارثة لا يمكن التخلص منها ثم انك لو تجاوزت حقوق الناس افلاتخشى ان تسلب حقوقك ايضا .
[36] [ و لا تقف ما ليس لك به علم ]
أي تتبع أمرا لا تعلم مبدأه و منتهاه .
[ إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ]حيث تؤكد هذه الآية على مسؤولية جوارح الانسان التي يجب ان تتحرك حسب مقياس صحيح و ان مسؤولية قلب الانسان عن افكاره و هواجسه و ظنونه و حسده و حقده و جوارح الانسان عن غمزها و لمزها ، و الغيبة و النميمة .
انها لأعظم مسؤولية اجتماعية و لو سمى المؤمن الى مستوى ضبط فؤاده و سمعه و بصره فيما يخص علاقته بالمؤمنين لكان جديرا بان يدخل جنات عدن ..
[37] [ ولا تمش في الارض مرحا ]
الانسان المرح هو الذي يعيش حياة اللامسؤولية و ما يتبعها من ظواهر كالفراغ و اللهو و اللعب و التكبر على الآخرين .
[ إنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا ]
فانك لن تقهر الطبيعة فتشق الارض ، و تخرقها ، أو تبلغ الجبال عظمة .
[38] [ كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ]
يبدو ان تفسير هذه الآية انه ينبغي للانسان ان يتكبر احيانا و ذلك حينما يقابل الظالم الجائر حتى لا يشعر بانه ضعيف امامه ، لذلك يؤكد القرآن بان السيئة ( مكروهة ) - فيكون ما عدى السيئة غير مكروه - فالتكبر على المتكبر ليسمكروها ، بل هو مستحب ، و في الحديث :
" التكبر على المتكبر عبادة " .
[39] [ ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ]
و الحكمة هي الجانب العملي من العلم ، و هنا تعني السلوك الحسن .
[ و لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ]لا تتخذ لنفسك الها غير الله فتلقى في جهنم . يلومك الناس و لا ينصرك الآلهة ، و هذه الآية تشير الى ان الانسان هو الذي يجعل من الصنم الها ، و من الطاغوت الها و حين يحطم المؤمن الاصنام الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية فانه يشعر باستقلاله و حريته و يتحمل مسؤولياته بعزم راسخ .
[40] [ أفأصفاكم ربكم بالبنين و اتخذ من الملائكة إناثا ]كــان الكفـار يريدون النيل من الله سبحانه و تعالى لانهم يتصورون الملائكة ضعافا ، و لانهم كانوا يعتبرون الأنثى رمزا للضعف فانهم نسبوا الأنوثة الى الملائكة ، و يرد سبحانه قولهم هذا :
[ إنكم لتقولون قولا عظيما ]
[41] [ و لقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا و ما يزيدهم إلا نفورا ]فقد ضرب الله الأمثلة في القرآن ليبين لنا آياته و نعرفه بحقائق الايمان و لكن على العكس من ذلك نرى الكفار لا تزيدهم التذكرة الا نفورا من الحق .
[42] [ قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ]فلو كانت الآلهة متعددة ، إذا لاتخذت طريقها الى السماء ، و لقاومت الاله الكبير كما يدعون و تمردت عليه ، و نالت منه و استرجعت حصتها من الألوهية ! و لاستطاعت ان تقهر الرب سبحانه علما بانه لا حول لهم و لا طول فكيف تتخذ آلهة من دون الله .
[43] [ سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا ]
فالله اكبر من هذه الخرافات التافهة و هو الذي .
[44] [ تسبح له السموات السبع و الأرض و من فيهن ]
ذلك ان السماوات على عظمتها و ما فيها من شموس و كواكب و منظومات ، و الارض و ما فيها من حجر و مدر فانها جميعا تسبح لله و حده و تشهد على وحدانيته ، و يبدو ان الاشياء كلها ذات شعور بنسبة معينة .
[ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ]فكل يسبح بحمده و لكننا لا نستطيع ادراك الفاظها و تسبيحاتها لان لكل شيء لغته الخاصة .
|