فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و ما ارسلناك عليهم وكيلا
[54] [ ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ومـا أرسلناك عليهم وكيلا ]

بعث الرسول بالرسالة شاهدا و مبشرا و نذيرا ، و لم يبعث وكيلا على الناس يدخل من يشاء منهم في رحمة الله ، و يخرج منهم من يريد . انمـــا هذه المهمة هي مهمة الله وحـــده .

فإذا ليس باستطاعتك انت ان ترتب الناس ضمن خانات تصنعها حسبما تريد ، الم تسمع هذا الحديث : عن ابي ذر ( رض ) : ان رسول الله (ص) قال : " ان رجلا قال : و الله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله : " من ذا الذي تالى علي ان لا اغفر ؟ فاني قد غفرت لفلان ، و احبطت عمل الثاني بقوله : لا يغفر الله لفلان " .

[55] [ و ربك أعلم بمن في السموات و الأرض ]

اي ربك اعلم بالناس و باعمالهم ماذا سيفعلون ؟ لاحظ وجود ( من ) الموصولة التي تأتي للعاقل فنستطيع ان نقول : ان ربك اعلم بالذي في السماوات و الارض من الجنس العاقل سواء كان بشرا ام ملائكة .

[ و لقد فضلنا بعض النبيين على بعض ]

الانبياء كسائر البشر خلقوا بتفضيل و أفضل من الانبياء الرسل فافضل الرسلخمسة : و هم اولوا العزم و افضل اولي العزم رسول الله (ص) وقد قال رسول الله في حديث له :

" فضلت على سائر الانبياء بست : اعطيت جوامع الكلم ، و نصرت بالرعب من مسيرة شهر ، و احلت لي الغنائــــم و جعلت لي الارض مسجدا و طهورا ، وارسلت الى الخلق كافة ، و ختم بي النبيون " .

" و آتينا داود زبورا "

يبدو ان زبور داود هو كتاب دعاء و مناجات مع الله سبحانه ، و كما هو معلوم فان عدد كتب الله مائة و اربعة و عشرون كتابا ، انزل كل كتاب ليواكب ذلك الظرف الزمني المعين و لعل ذكر زبور داود دون غيره كان للاسباب التالية :

1 - ان الله بشر فيه بالنبي محمد (ص) و انه سوف يورث ارضه عباده الصالحين .

2 - ان اليهود زعموا ان الله لم يرسل بعد موسى احدا و كان داود بعده نبيا مرسلا باعترافهم .

3 - ان تفاضل الانبياء لم يكن بالملك بل بالرسالات ، فبالرغم من ان داود كان ملكا لم يذكر الله هنا ملكه بل ذكر الكتاب الذي انزل عليه و هو الزبور و هو يتميز بين سائر الكتب بانه كتاب دعاء و كان هذا اعظم ميزة له بين سائر الكتب .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس