فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الرؤيا
[60] ما هي الرؤيا ؟ يبدو ان لدى كل واحد منا حاسة سادسة و نعني بذلك الحس الذي يلتقط الارهاصات التي يشعر بها مثل النعمة أو المصيبة ، و تلعب هذه الحاسة دورا أساسيا اثناء الظروف الصعبة حيث النفوس ملتهبة و لعل الرؤيا هي جزء من هذه الحاسة ذلك لان الانسان في حالة اليقظة يحجبه عن رؤية الحقائق و تفهمها ما يشاهده بعينه و ما يبتلى به في حياته اليومية ، بينما في النوم حين الاحاسيس الاخرى هامدة تبقى الحاسة السادسة هي الفعالة فيرى الانسان الامور ، و كثيرا ما يحذر الله الانسان من المستقبل و امور عديدة في حالة النوم ، الا ان غالبية بني البشر و لتورطهم بغرور الدنيا و نعم الله فيها ، لا يستفيدون من رؤياهم ، ولا من احساسهم بالخطر المحدق بهم ، و لعل الآية تشير الى هذه النعمة .
(1) تفسير الصافي / ج 3 - ص 199
[ و إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ]
علما و قدرة .
[ و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ]
يعني تجربة و اختبارا لهم .
[ و الشجرة الملعونة في القرآن ]
اي و جعلنا هذه الرؤية اشارة للشجرة الملعونة .
[ و نخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ]
و الله تعالى يقول في الآية التي تليها : " و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أ اسجد لمن خلقت طينا " .
ان حالة الغرور و التكبر و الاستعلاء على المؤمن و على آيات الله المحذرة و النذيرة ، كل ذلك نابع من خطا قديم ارتكبه ابونا آدم ، دفعه الى ذلك ابليس الذي تكبر على السجود لله تعالى و هذا لا يزال يزيد الانسان غرورا و كبرا .
|