فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الصلاة
[78] كيف يقاوم المرء ضغوط الشيطان ؟ يجيب السياق القرآني عن هذا السؤال بعد ان بين خطط ابليس في إغواء بني آدم ، و سوقهم الى النار و يتلخص الجواب في اقامة الصلوات المفروضة ، و التهجد بالليل ، و الصدق في المدخل و المخرج ، و التوكل على الله ، و الثقة بنصره ، فهذه خمسة برامج يتحدى بها المؤمن مكر الشيطان و كيده .
[78] [ أقم الصلاة لدلوك الشمس ]
دلوك الشمس اي زوالها ، و سمى الدلوك دلوكا ، لان الانسان يدلك عينه عنده لشدة شعاعها آنئذ ، و قال البعض ان الدلوك هو الميل ، و سمي الزوال دلوكا لان الشمس تميــل عنـده الى جهة المغرب ، كما ان المغرب سمي به ايضا لان الشمس تميل الى الغروب .
[ إلى غسق الليل ]
غسق - دلجة - ظلمة - بمعنى واحد و هو شدة الظلام ، و شموله ، و لعله يتم عند منتصف الليل .
[ و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ]
قرآن الفجر هو صلاة الصبح ، و صلاة الصبح مشهودة من قبل ملائكة الليل و ملائكة النهار ، لذلك استحب استحبابا مؤكدا صلاة الفجر في اول وقتها .
نــلاحظ ان اللـه سبحانه حدد اوقات الصلاة بثلاث اوقات بدل ان تكون خمسة اوقات ، نظرا لتقارب وقتي الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء .
[79] [ و من الليل فتهجد به نافلة لك ]
نافلة الليل هي الصلاة غير المكتوبة ، و لو كتب على المؤمن غير الفرائض الخمس لكان المكتوب صــلاة الليـل لما فيها من الثواب ، و مباهات الله ملائكته بمن يصليها .
التهجد : السهر لصلاة الليل ، و أخذت الكلمة من الهجود و هو النوم ، و كأن المتهجد يغالب نومه .
[ عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ]
هذه فائدة صلاة الليل و المقام المحمود للرسول الشفاعة ، و للمؤمنين درجات الكمال ، حيث جاءت الاحاديث تؤكد على صلاة الليل ، و توضح فوائدها ، فهي تزيد في الرزق ، و تزيد في العمر ، و ترفع عذاب القبر و هي نور في القبر ، و نور يوم القيامة ، و ترفع اسم الانسان ، و تزيد في بهاء وجهه ، و تزرع الخشية في قلبه ، و تحببه الى اخوانه و عشرات من الفوائد العظيمة .
|