فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
شفاعة الرسول في أمته
عن الامام الصادق (ع) : عن آية " عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا " سأله رجل عن قول الرسول في تفسير هذه الآية " انا سيد ولد آدم و لا فخر " قال (ع) " نعم يأخذ حلقة من باب الجنة فيفتحها ، فيخر ساجدا ، فيقول الله : ارفع رأسك .. اشفع تشفع ، .. اطلب تعطى فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا ، فيقول الله : ارفع رأسك .. اشفع تشفع ، .. اطلب تعطى ، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع ، و يطلب فيعطى " .
و في رواية اخرى عن الامام الصادق (ع) رواها عنه الامام الكاظم (ع) : يقوم الناس يوم القيامـة مقدار اربعين يوما ، و تؤمر الشمس فتنزل على رؤوس العباد ، و ينجم العرق ، و تؤمر الارض الا تستقبل من عرقهم شيئا ، فيذهبون الى آدم فيشفعونه ، فيدلهم على نوح ،يقول : اذهبوا الى نوح ، و يدلهم نوح الى ابراهيم ، و يدلهم ابراهيم الى موسى و يدلهم موسى الى عيسى ، و يدلهم عيسى الى محمد (ص) ، فيقول : عليكم بمحمد خاتم النبيين ، فيقول محمد (ص) : أنالها ، فينطلق حتى يأتي باب الجنة ، فيدق الباب ، و يقال : من هذا ؟ فيقول محمد : افتحوا ، فاذا فتح الباب ، و استقبل ربه ، فخر ساجدا لا يرفع رأسه حتى يقول الله له : تكلم ، فاسأل تعطى ، و اشفع تشفع ، فيرفع رأسه فيستقبل ربه ، فيخر ساجدا ، فيقال له مثلها ، فيرفع حتى انه ليشفع من قد حرق بالنار ، ( وما ) احد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم اوجه
من محمد ، و هو قول الله تعالى : " عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا " .
و بالرغم من ان الآيات تخاطب النبي صلى الله عليه و آله ، و فسرت في اكثر النصوص المأثورة عن علماء المسلمين جميعا بالشفاعة التي خص بها الرب حبيبه محمدا صلى الله عليه و آله - بالرغم من ذلك - الا ان القرآن نزل على لغة " اياك اعني و اسمعي يا جارة" حسب النصوص المأثورة .
و هكذا نعرف ان نافلة الليل هي معراج المؤمن الى الكمال ، انها تطهر القلب عن عقده و احقاده ، و اهتماماته بصغائـر الامور ، و توسع الصدر لاستقبال المسؤوليات العظام ، و تشحذ العزيمة لتحدي العقبات ، و تنهض الإرادة الخاملة ، و تعطى النفس قوة دفع ذاتية ،و كل ذلك بفضل القرب الى الرب ، و لعل كلمة " عسى " في هذه الآية كما لفظة لعل في آيات اخرى تذكرنا بان هذه الحقائق ليست مثل الحقائق الفيزيائية التي تقضي بحتمية النتائج بعد الاسباب ، بل انها حقائق فوق مادية تتبع مشيئة الله ، و الله سبحانه لا يتقبل العمل الا بالتقوى و الاخلاص ، وهو ينظر الى روح العمل قبل مظهره ، فعلى الانسان ان يستمر في الاجتهاد ، و يرجو رحمة الله ، فعسى ان يبلغه الله النتائج و بذلك يحرض القرآن المؤمنين على المزيد من العمل و المزيد من التضرع الى الله ليبلغوا المقام المحمود بفضله .
|