فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ألوان الشرك
[4] [ و ينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ]

و أخطر ذنب يرتكبه الأنسان هو ان يخرج عن التوحيد الخالص ، و يجعل اللهشركاء في وحدانيته ، كأن يزعم جاهلا ان لله ولدا سبحانه و تعالى عن ذلك ، و هو الكامل المنزه عن كل نقص ، و هو الغني غير المحتاج الى الولد و غيره .

وقد تتخذ نسبة الولد الى الله تعالى صورة رمزية غير صريحة ، و هي ان يشرك الأنسان في حكم الله و سلطته و ملكوته احدا غير الله ، فردا كان أم مؤسسة و تنظيما ، و يعتقد أنه امتداد لسلطة و حاكمية الله .

و من المؤسف ان تنتشر هذه الخطيئة بين عدد كبير من المسلمين ، و لكن بصورة خفية دون ان يشعروا بها ، حيث انهم يتبعون علماء السوء و يقلدون من يدعون الفقه و الاجتهاد و ليسوا كذلك ، فهؤلاء يضلون من يتبعهم و يقتدي بهم ، و بالتالي يحرفونهم عن خط التوحيدالى منزلق الشرك .

و لهذا فأن المسلم عندما يريد ان يقلد في امور دينه فعليه ان يتأكد من ان مقلده انه عالم مجتهد و متق يدعو الى الله و باذنه ، حتى تكون اعماله خالصة لله ، و يكون مسلما موحدا بحق .

[5] [ ما لهم به من علم و لا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ]هؤلاء الذين يجعلون ابناء لله و اندادا له ، سواء كان ذلك صراحة او ضمنا انهم يرتكبون خطيئة كبيرة ، و هم يعلمون في انفسهم يقينا أنما يقولونه و يدعونه هو الكذب بعينه ، و لكنهم يسوغون ذلك عبر التبريرات الباطلة ، بهدف تحقيق المنافع و المصالح العاجلة حسبتصورهم و تقديرهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس