فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
المنهج العلمي لا الرجم بالغيب
[22] [ سيقـولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ]
اي ان الذي يتكلم دون ان يستند الى معلومات و حقائق ثابتة ، فمثله كمن يقذف حجرا في الظلام الدامس ، لا يعرف احد اين يقع ؟
[ و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم ]
لقد جاءت الآية بكلمة رجما بالغيب قبل ان تقول سبعة و ثامنهم كلبهم ، ممايوحي بأن هذه الفكرة ليست رجما بالغيب .
[ قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ]هنا تنتقل الآيات من الحديث عن البعث و عن وعد الله سبحانه ، الى الحديث عن قضية اخرى و تلك هي قضية العلم ، و ماذا يجب على الانسان ان يقول و يعتقد ؟
ان عليه ألا يرجم بالغيب و الا يغتر بمعلوماته لأن علمه مهما بلغ فهو قليل ، و الذي عنده علم ، عليه ألا يضع علمه للمراء و الجدال ، بل يمر على المسائل الجدلية العقيمة مسرعا ما امكن ، أي يؤمن بالحقيقة و يبين حجتها ثم يذهب ، لأن المراء يفسد العلم ، و يجعل فكر الانسان متجها الى وسائل الإستعلاء على الآخرين ، و ليس الى الحقيقة ، وبالتالي يصبح فكرا مستعليا مستكبرا لا يستوعب الحقائق ، و العلم هو ابن التواضع ، و المعرفة بنت الخلق السمح ، كما ان الأستكبار حجاب العلم ، و الأستعلاء يهدم المعرفة .
[ و لا تستفت فيهم منهم أحدا ]
لو فرضنا أن جاهلا يريد أن يستفتي ، فهل يبحث عن كل جاهل مغرور يجمع ركام الخرافات على ظهره و يستفتيه في أمور دينه و دنياه ؟ كلا ..
و ربما تدل هذه الآية على ما قلناه آنفا ، و هو ان القرآن لا ينسخ بالحديث ، و علينا ألا نحجب انظارنا عن القرآن بحجب التاريخ ، حيث نجعله منظارا ننظر من خلاله الى القرآن ان علينا ان ننظر الى القرآن و كأنه أنزل علينا هذه اللحظة ، و الا نجعل آيات القرآنمدفونة في أضلع التاريخ قبل 1400 عام ، و كأن هذه الآية نزلت لفلان ، و الآية تلك نزلت لفلان ، و الآية تلك نزلت لفلان ، و ان الحادثة الفلانية هيالتي استنزلت القرآن في بدر أو أحد أو غيرهما ، لقد انزل الله القرآن ، لكل زمان و مكان و انسان ، فعلينا ان نقرأه بهذه الطريقة ، و لعل هذه الآية تشير الى هذه الحقيقة ، و انه مادام القرآن قائم بيننا ، فلم نذهب الى التوراة و الأنجيل ، و الأفكار الموجودة فيالكتب المنحرفة و الأساطير المبثوثة عند الناس ، و نستفتي من يعرفها و يحملها ؟
|