فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
العقاب الإلهي
يقول المفسرون : ان كلمة الحسبان تدل على الرماية المحسوبة التي يقوم بها الرماة في وقت واحد و الكلمة مأخوذة من لفظة الحساب ، ثم اختلفوا : هل الحسبان عذاب من السماء ، أم سيل في الأرض ، أم زلزال ، أم ماذا ؟
و اتصور ان الحسبان هو العذاب المحسوب و المخطط له ، و في هذه الحالة بالذات كان سيلا ، و قد يعني ذلك ان الكلمة تدل على سيل من السماء حول الجنتين .
صعيدا زلقا : اي ارضا جرداء غير قابلة للزراعة مرة أخرى .
[41] [أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ]
أي يتسرب ماء النهر الذي يروي المزروعات الى باطن الأرض ، بحيث لا يمكن الوصول اليه و الاستفادة منه .
ماذا حدث بعد ذلك تفصيليا لا نعلمه ، و ما نعرفه ان هذا الرجل جاء الى باب بستانه فــإذا بثمره الذي اغتر به ، و الذي كان حصيلة جهود مكثفة طوال سنين قد احيط بــه .
[42] [ و أحيط بثمره ]
أي جــاء عذاب و اصـاب الثمار و اتلفها ، ثم دمر كل النباتات و الأشياء الموجــودة .
[ فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها ]
من عمر و من مال ..
[ و هي خاوية على عروشها ]
أي تهاوى بناؤها و وقع على بعضه .
[ و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ]
أي لم أشرك بربي شيئا ، فأركن للغنى ، و اغتر بالثروة ، و اعتقد بأن المال يضمن البقاء ، و الخلود . و القرآن يقول : " احدا " و لا يقول : " شيئا " ربما للإشارة الى ان الانسان الذي يعبد الغنى و الثروة اليوم سيعبد من يملكها غدا ، و هو بالتالي يسير في خط الشرك .
[43] [ و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله ]
لعله كان لهذا الرجل عصبة اعتقد بأنهم قادرون على دفع عذاب الله عنه ، فهو لم يكن واحـدا ، انما كان ضمن مجموعة من الأثرياء نسميهم بطبقة الرأسماليين و المستكبرين ، و عبادته لم تكن للمال فقط ، و انما لتلك الطبقة ايضا .
و لكننا رأينا ان تلك الطبقة تخلت عنه و تركته حينما جاءه عذاب الله ، لأنهم يريدون المرء ما دام ثريا مثلهم ، أما اذا اصيب بنكبة و اصبح فقيرا فلا شأن لهم به .
[ و ما كان منتصرا ]
و حتى لو ارادوا ان ينصروه فإنهم لن يستطيعوا ذلك .
[44] [ هنالك الولاية لله الحق ]
اذا اردت ان تعبد احدا ، و تعتمد على ركن ، فاعلم بأن الله هو وليك وقائدك و الهك فأعبده و اعتمد عليه .
[ هو خير ثوابا و خير عقبا ]
فهو الذي يعطيك الثواب الآن ، و يؤملك به في المستقبل .
|