فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
مثل الدنيا

[45] [ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء ]


الماء انزله الله ، فبدل ان نعتمد نحن على الماء ، و نبني حضارتنا و قيمنا الفكرية عليه كما فعل الفراعنة ، ينبغي أن نعتمد على رب الماء و المهيمن عليه و على كل شيء و نبني حضارة الهية سامية .

[ فأختلط به نبات الأرض ]

اي اختلط نبات الأرض بعضه مع بعض بواسطة الماء ، و الماء هو الذي جعل هذه النباتات التي كانت بذورا تحت التراب تنمو و تختلط بقدرة الله ، و الانسان يرى و كأن النباتات قائمة بذاتها ، و لا يعلم بأن قسما كبيرأ منها يشكله الماء ، الذي جاء من السماء ، و سوفيغور في الأرض أو يعود الى السماء ثانية عن طريق التبخر . و هنا لون آخر من الوان الغرور و هو : اعتقاد الانسان بان هذه الاعشاب نباتات ، بينما هي في الواقع مياه قد تشكلت بهذا الشكل ، و اذا ذهبت تلك المياه فان تلك الاعشاب تتحول الى هشيم تذروه الرياح ، و لا تقف على سوقها ، و لا تثبت في مكانها .

[ فأصبح هشيما تذروه الرياح ]

بعد ان كانت النباتات تبدو ثابتة مستقرة ، و مختلطة ، بعضها يدعم بعضا ، تحولت الى هشيم متفتت تنقله الرياح من مكان الى مكان .

[ و كان الله على كل شيء مقتدرا ]

و قدرة الله هي التي تحرك هذه الدورة التي تشبه سائر دورات الحياة ، و عندما تنظر بمقياس تاريخي الى بعض الدورات التاريخية ، فانك ترى حضارة جاءت و نشأت و جرت عليها الاجيال ، ثم اضمحلت و بادت و انتهت ، و الشيء الوحيد الذي بقي لنا منها هو سنة الله و دلائل قدرته ، و كلمة " كان " تدل على الماضي أو علىالاستمرار ، فاذا دلت على الماضي فذلك يعني ان الشيء الذي سبق كل هذه الحياة انما هو قدرة الله ، اذن فهي التي ستبقى لانها كانت و لم تكن الحياة ، و سوف تكون بعد ان تنتهي الحياة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس