فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
ولاية الله أم ولاية الشيطان ؟
هدى من الآيات
في سياق بيان القرآن الحكيم لزينة الحياة الدنيا و موقف الانسان منها ، ذلك الموقف المتسامي الذي يجعله يمتلك هذه الزينة بدل ان تمتلكه ، يعالج القرآن أخبث صفة تجعل الانسان يتكاثر في الأموال و الأولاد و هي التعالي و التكبر ، و يذكرنا الرب بعاقبة إبليــس او مــن تمرد علـى ربه و إستعلى ، ويأمرنا بمقاومته ، كما يبين ، - في هذا الإطار - موقف المؤمن من طائفة المستكبرين .
يبين طبيعة هؤلاء ليوجد حاجزا نفسيا بين المؤمن و بينهم ، فيضرب في الأعماق التاريخية حينا ، و يصور المستقبل البعيد حينا آخر .
اما من التاريخ فيضرب الله لنا مثلا من واقع إبليس الذي استكبر و رفض أن يسجد لآدم بعد أن سجدت له الملائكة جميعا ، و كان إبليس من الجن . الذين هم أقل رتبة و أدنى درجة من الملائكة .
و يوحي القرآن من هذا المثل بهذه الفكرة ، و يتساءل السياق مستنكرا : كيف تعبدون إبليس المستكبر المتمرد على سلطان الله أو تعبدوا ذريته و هو لكم عدو مبين ؟
من المستقبل يبين الله لنا كيف أن المجرمين حينما يرون النار ، و يتصورون أنفسهم و هم ملامسون لها ، فان فرائصهم ترتعد خوفا و شفقة على أنفسهم ، و لكن أنى لهم الهروب من النار ؟!
و بين هذا المستقبل و ذلك التاريخ ، على الانسان ان يحدد موقفه من الثروة و السلطة و أصحابهما المستكبرين و هم ذرية ابليس و سبب الفساد في الأرض .
|