فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
وعد الله
[98] [ قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكـاء و كان وعد ربي حقــا ]
أظهر ذو القرنين في تلك اللحظة التي أعجب الناس فيها بعبقريته و اكبروه ايما اكبار أظهر عجزه امام الله لكي لا يفتن الناس به انما يعبدوا ربهم ، انه قال : ان هذا السد سد منيع و هو عمل حضاري عظيم ، و لكن سيتهاوى حينما يأتي وعد الله ، يوم القيامة أو يومظهور الحجة ، أو يوم انتهاء مفعول السد تتقدم البشر حضاريات كعصرنا اليوم ، أو يوم يضعف ايمان الناس الذين كانوا أمام السد ، لا نعلم انما المهم انه في اليوم الموعود سيتهاوى السد ، و الأمور كلها بيد الله .
انه وعد الله يأتي حتما و ليس في ذلك أي ريب ، و على الناس أن لا يناموا علىحرير الأمل ، و انما يكون عندهم احساس بالخطر المستقبلي ، فيعملوا كل ما في وسعهم لتفاديه .
[99] [ و تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ]
الناس يصبحــون و كأنهم النحـل ، أو كأنهم الطير في السماء يختلط بعضهم ببعض ، و تنعدم الميزات كلها بينهم .
[ و نفخ في الصور فجمعناهم جمعا ]
عندما ينفخ في الصور يوم القيامة ، فان كل الناس يأتون فورا و دون أي تلكؤ فلا أحد يرفض ، و لا أحد يتكبر ، و لا أحد يتكاسل ، و هذا دليل عجزهم ، و دليل شعورهم بالتسليم المطلق لأمر الله ، و الذي كان ينبغي ان يكون عندهم في الحياة الدنيا و لم يكن .
[100] [ و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ]
يرى الكافرون يومئذ طبقات جهنم و دركاتها الملتهبة ، و حياتها الرهيبة كالتلال و عقاربها الضخمة كالبغال ، فيمتلؤون رعبا و يأسا ، و يعتصرهم الندم على ما عملوه في الدنيا ولات حين مندم .
[101] [ الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ]
هذا الغطاء هم الذين وضعوه على أعينهم ، باتباعهم لأهوائهم و شهواتهم ، و بخضوعهم للتضليل الاعلامي الكافر الذي يحاول جهده في أن يحجب أنوار الحقيقة عن أعين الناس ، الا ان ذلك الغطاء سيتمزق يوم القيامة فيرى أصحابه ما ينتظرهم من مصير أليم و عذاب مقيم .
[ و كانوا لا يستطيعون سمعا ]
لقد أغمضوا عيونهم ، و جعلوا بينهم و بين رؤية الذكر غطاءا من كبريائهم و غفلتهم و عنادهم كما جعلوا في آذانهم وقرا ، و ذلك الوقر هو الآخر نابع من كبريائهم و غطرستهم و تعاليهم الكاذب .
|