فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الكفار بين عذاب عاجل و آجل
[7] فالله محيط علما و رحمة بما في الأرض من دابة ، و قبل ذلك خلق السماوات و الأرض في ستة أيام خلقا بعد خلق ، فارضا هيمنته و سلطانه على الكون ، و في ذات الوقت ناشرا رحمته و بركته في ستة أيام .
[ و هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام و كان عرشه على الماء ]يبدو أن عرش الله هو قدرته و سلطانه ، و لانه لم يكن آنئذ شيئا ، غير مادة سائلة كالماء ، فان عرش ربنا كان مستويا على الماء و الله العالم .
[ ليبلوكم أيكم أحسن عملا ]
ان حكمة خلق البشر هي امتحان إرادته و عقله ، و هذه الحكمة لا تتحقق من دون الإيمان بالآخرة ، و لانهم يكفرون بالآخرة تراهم لا يخضعون للرسالة الإلهية .
[ و لئن قلت إنكـــم مبعـــوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هــذا إلا سحر مبين ]يبدو ان الكفار كانوا يتخذون موقفا سلبيا من الرسالة و من توجيهاتها ، و يعتبرون كـل كلماتهـا تمويهـا و تضليـلا - كما السحر - فلا يفكرون فيها ليعرفوا صحتها ،بينما لو تدبروا قليلا فــــي خلق السماوات و الأرض لرأوا آيات الحكمة ، و أن تطور الكون و تكامله ، و تحقيـــق كل جزء منه لغاية معينة ، شاهد على ان البشر خلق ايضا لتحقيق هدف محدد ، و انــه لا يكون إلا بالابتلاء ، و تمام الابتلاء هو الجزاء في يوم البعث .
[8] و الجزاء آت عاجلا أم آجلا ، و إن تأخيره ليس إلا لحكمة مثل الابتلاء ، بيد أنهم يتخذون من هذا التأخير مبررا للكفر و الجحود .
[ و لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ]ان التأخير ليس بلا خطة حكيمة و تقدير رشيد ، انما هو لوقت معين ( امـــة معدودة ) و لكنهم يتساءلون عن سبب تأخيره ، و كأن التأخير دليل عدم العذاب ، و هذا من أبرز نواقص البشر ، انهم يخشون الجزاء العاجل ، ويكفرون بالجزاء الآجل ، و لكن عليهم أن يعلموا .
[ ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ]فلقد كانوا يستهزؤون بالعذاب ، و ها هو محيط بهم ، يحاصرهم دون أن يقدروا على ردة ، بينما استهزؤوا سابقا به .
|