فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الأنسان بين اليأس و الفخر
هدى من الآيات

في هذا الدرس يذكرنا اللـــه بما فطر عليه البشر قبل التربية و التزكية من صفات جاهلية . إنه يتعرض لليأس و الكفر بالنعم اذا فقد نعمة .

اما اذا أصاب نعمة بعد شدة ، يزعم ان هذه الحالة ستبقى عنده ، فينغمس في غمرات الفرح و الفخر ، اما الصابرون الذين يقيمون الأحداث كلها السابقة و القادمة و الحاضرة تقييما سليما فحالتهم مختلفة ، فهم ليسوا بحيث تفقدهم النعمة او الشدة توازنهم و لذلك فلهممغفرة و اجر كبير .

و الرسول ينبغي ان يجسد أعلى الصفات الحسنة ومنها الاستقامة ، فلا ينبغي له ان يهتز للمواقف الجاهلية التي تنبع من هذه النفسية الضيقة الأفق ، التي تطالبــــــه بكنــز ينــزل عليه ، أو ملك يساعده ، أو ما يقولونه : ان الرسول قد افترى الــــرسالة ، بينما يتحـداهـم القرآن بأن يأتـوا بعشر سـور مثله مفتريـات بمستوى القرآن في علمه و بلاغته ، و يقارنوها مع القرآن ، و يشهدوا على ذلك بمن شاؤوا ان كانوا صادقين في اتهـــــــــامالقرآن بأنه مفترى .

و لكنهم لا يستجيبون حتما لهذا التحدي و لابد ان نعلم ان الذي انزل انما انزل بعلم الله و هو صنيعـــة ذلك العلم المحيط بكل شيء ، و علينا أن نسلم للقرآن بكل جوانحنا و جوارحنــا .

و يبدو أن هذا الدرس تمهيد لبيان حقيقة الرسالة و قصص استقامة الرسول ضد خرافات الجاهلية .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس