فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و ما أنا بطارد الذين آمنوا
هدى من الآيات

قـــوم نوح كما المستكبرين في كل عصر ردوا رسالة الله بسبب الظنون و الشبهات ، و شرع نوح في هذا الدرس ببيان واقع الرسالة و رد الشبهات و الظنون الباطلة ، فلقـد زعم اولئك الجاهلون بأن نوحا يريد أن يتسلط عليهم ، أو يغنى على حسابهم ، و أزال نوح عليه السلام ، تخوفهم و قال : انه لا يريد منهم مالا ، و لكنه في الوقت ذاته لا يجعل المال مقياسا لتقييم الناس ، فيطرد المؤمنين لانهم فقراء ، بل يقول : ان حسابهم على الله ، و انهم سيلاقون ربهم ، أما قوم نوح فقد كانوا يجهلون ، و يتخذون القيم الزائفة مقياسا لتقسيمالناس ، و هذا تقسيم باطل لا يرضى به الله ، و الذي يطرد المؤمنين اعتمادا على مثل هذه القيم ، بعيد عن رحمة الله ، و غير منصور أيضا .

ثم رد نوح (ع) شبهة اخرى حيث بين أنه ليس برجل خارق يملك خزائن الله ، أو يعلم الغيب ، و أنه خلق من نور كالملائكة .

ثم عاد و أكد عليه السلام على انه لن يطرد المؤمنين الذين يقلل مـن شأنهـم قومهلان الله أعلم بما في أنفسهم ، فان كانوا صادقين وافاهم أجلهم و أعطاهم الخير ، فكيف يطردهم نوح فيصبح ظالما لهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس