فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
و ما أنتم بمعجزين
هدى من الآيات
و ظل نوح عليه السلام يسعى جاهدا حتى أتعب قومه ، و قالوا : ( يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ) و طالبه قومه بانهاء مرحلة الكلام و البدء بتنفيذ ما يوعدهم به . غافلين عن أن نوح ليس إلا رسولا و مبلغا عن ربه ، و حين يشاء الله عذابهم لا يقدرون على الفــرار من حكومته و سلطانه ، و مهمة التبليغ التي يقوم بها نوح تختلف عن الهداية . فالله هو الهادي المضل ، و اذا شاء إبقاء قوم على الضلالة بسبب كفرهم بنعمة الرسالة ، فان الرسول لا يقدر على هدايتهم ، و هكذا فان رسالات الله ليست من صنع الانبياء و انما هي منوحي الله ، و اذا كان الرسول هو الذي افترى الرسالة كذبا على الله فانه يتحمل مسؤولية عمله ، أما إذا كانت صادقة فهو لا يتحمل مسؤولية كفر قومه به بل هو بريء منهم .
أوحـــى الله الى نوح أن مدة تبليغه قد انتهت . اذ أن قومه لن يؤمنوا أكثر من هذا بعد اليـوم ، فلا يحزن بما يفعلــون ، و بدأت مرحلة الاعداد ليوم العذاب . اذ أمر اللهرسوله بصنع الفلك و لا يخاطب ربه حول الظالمين من قومه ، فيحاول الشفاعة لهم لانهم مغرقون لا محالة ، و كان نوح عليه السلام يصنع الفلك ، ويمر عليه المستكبرون من قومه فيسخرون منه ، ولكنه كان يقول لهم : لنا يوم نسخر منكم كما تسخرون بنا اليوم ، و في ذلك اليوم ستعرفون : ان عذاب الخزي سيكون من نصيبكم .
|