فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ان العاقبة للمتقين
هدى من الآيات

و قبل هبوط نوح (ع) الى الأرض تساءل عما انتهى اليه مصير ابنه الغريق و ذلك بسبب جاذبية الشفقة التي اودعها الله في قلب كل أب ، و لو كان الأب شيخ المــرسلين ، تلك الجاذبية التي جعلت سيدنا نوحا يدعو ربه في ابنه و لكن الله وعظه و ذكره بأن المقياس عنده العمل الصالح و ليس الانتساب الى هذا أو ذاك ، و هكذا عرف نوح أن سبب انحراف البشر ليس فقط وجود بيئة فاسدة أو تسلط الظالمين ، اذ قد يكون السبب كامنا في نفسه فدعا ربه بان يغفر له و ان يرحمه فيعصمه من الزيغ و من دون رحمة الله و مغفرته يكون البشر خاسرا . وهكذا الحال بالنسبة الى الذين كانوا مع نوح في السفينة ، و الذين اهبطهم الله الارض ، بسلام و بركات و لكن عوامل الانحراف نزلت معهـــم أيضا ، فبعضهم انجرف مع هذه العوامل و بعضهم صمد أمامها و اعتصم بهدى اللــه .

و في نهاية قصة نوح يذكرنا القرآن بالعبرة فيها و هي الصبر و التقوى فان العاقبةللمتقين و لكنها بحاجة الى الصبر و الاستقامة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس