فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
شعيب : لا يجرمنكم شقاقي
هدى من الآيات
لقد انتهى الدرس السابق في الوقت الذي كان قوم شعيب يجادلونه في خرافاتهم و اصنامهم ، أما شعيب فهو لا يزال يقاوم ضلالتهم و يحتج عليهم .
أولا : بأنه قد هداه الله ، و جعله على بينة واضحة .
ثانيا : إن حياته الشخصية على خير وجه .
ثالثا : إنه أول من يتبع مناهج ربه التي يأمرهم بها .
رابعا : إن هدفه هو إصلاح الوضع الفاسد بكل ما أوتي من مقدرة .
خامســـا : إنـه لا يهمه الفشل ، كما لا يستبد به اليأس لأنه يرى ان توفيقه من الله ، و ان عليه لا على نفسه او على الناس توكله و اعتماده و معاده ، و حذرهم من ان عنادهم ضده , و تحديهم له قد يوقعهم في ذات المهلكة التي وقعت فيها الشعوبالضالة سابقا ، مثل قوم نوح و قوم صالح و قوم لوط القريبين منهم زمانا أو مكانا أو كلاهما .
ثم أمرهم شعيب مرة اخرى بالاستغفار و التوبة الى الله فانه رحيم ودود ، و لكنهم حين لم يجدوا جوابا قالوا له : لا نفهم كثيرا مما تقول ، و ان مقياسنا في تقييم كلامك ليس ذات الكلام بل ذات الشخص المتحدث ، و إنا لنراك ضعيفا فينا ، و لو لا وجود اصحاب لك وعشيرة . اذا لرجمناك ، فقال لهم : هل ان عشيرتي اعز عندكم من الله خالقكم و خالقي المحيط بكم ، و الذي تركتم مناهجه .
ثم تحداهم و قال لهم : اعملوا ما شئتم أما انا سأعمل و سوف تعلمون من يأتيه عذاب الخزي ، و هل أنا كاذب أم أنتم ، و انتظروا إني معكم رقيب و شاهد ، و جاء أمر الله فأنجى الله شعيبا و المؤمنين معه برحمة منه بينما أخذتهم الصيحة فأصبحوا جاثمين في ديارهم كما لو لم يقيموا هناك ، فابعدهم الله و لعنهم كما ابعد ثمود من قبلهم .
|