فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
شخصية الرسول
[88] يظل الاسلوب الرسالي . هو ذلك الأسلوب الذي ينير القلوب ، و يتحدث الى الوجدان بعد ان يرفع عنه الصدأ ، و يكشف عنه الحجب ، و هكذا فعل شعيب حيث بدأ من نفسه و وضع أمام قومه واقعا جديدا هو سلوكه :
[ قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي ]
ماذا لو أكشف سلامة رؤيتي ، و صواب طريقي ، و انني على بينة واضحة اعطاها الله لي . افلا يكون من الخطأ عدم التفكر في ذلك اساسا و رده رأسا ؟!
[ و رزقني منه رزقا حسنا ]
فاخلاقه الفاضلة ، و سلوكه الحسن ، و إرادته الصلبة ، و صحته الجسدية ، و تكامله المعنوي بالأضافة الى رسالات الله التي لا يشك احد في انها نعمة كبرى . كل اولئك شواهد على ان سبيله مستقيم .
[ و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ]
فانــا اول من يطبق الرسالة كدليل على صدقي ، و قناعتي بها ، و عدم تكلفي فيها .
[ إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت ]
فبـالرغم من اختلاف الناس في مفهوم الصلاح و الفساد في بعض الأبعاد التفصيلية ، فأن اكثر الناس يعلمون ان تقريب القلوب ، و تأليف التقوى ، و الوفاء بالمكيال و الميزان ، و الأهتمام بالمحرومين و المستضعفين ، كل ذلك صلاح ، و ان الرسول يقوم شخصيا بفعل الصلاح ، و يضرب بذلك مثلا على حقيقة رسالته .
[ و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب ]
ان نسبة نجاح خطط الرسل تفوق كل النسب ، مما يكشف عن عامل غيبي غير معروف للنجاح ، و هو توفيق الله و سلامة الرؤية الرسالية ، و هذا بدوره دليل على صدق الرسالة ، كما ان وضع الخطط التي تعتمد على الغيب و تأخذ الغيب كعامل هام في معادلة الخطة ، دليل آخر على صدق الرسالة و هذا هو التوكل ، و الرسول رجل غيبي ليس في تصرفاته و انما ايضا في انابته الى الله ، و ضراعته الدائمة ، و صلاته الكثيرة ، و رشده و حلمه ، و كان شعيب (ع) من اكثر الأنبياء إنابة الى الله حتى قالوا : إن كريمته قد ابيضت من كثرة البكاء خشية منالله ، و شكرا له .
|