فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
ارهاصات العذاب
[89] و حذر شعيب قومه من العناد . و مخالفة الرسالة لمجرد تحدي شعيب ، و حاول أن يفهمهم بضرورة التفريق بين الفكرة و بين قائلها ، فلو كانت سلوكيات الداعية او اساليبه الأعلامية تثير فيهم الغضب ، فلا يجـوز ان يظلموا انفسهم بمخالفة الفكرة الصحيحة ، لأن ذلك سوف يسبب لهم متاعب كبيرة .
[ و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي ]
اي لا تدعوكم مخالفتي الى التورط في المشكلة .
[ أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح و ما قوم لوط منكم ببعيد ][90] ثم أمرهم شعيب باصلاح انفسهم و الاستغفار من ذنوبهم لكي لا تكون الذنوب السابقة سببا لمعاداة الرسالة ، و مخالفة اوامر الله .
[ و استغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ]اذ قد يسبب تعود البشر على الأفعال القبيحة ، و ظنه بأن الله قد تركه ، و بالتالي يأسه من روح الله ، قد يسبب استرساله في ا لكفر تبريرا لأعماله الفاسدة من هنا دعا شعيب قومه الى مخالفة العادة ، و رجاء رحمة الله .
[91] و جاء دور قوم شعيب يردون حجج شعيب فانظر ماذا قالوا ؟ و كيف انهم قد انطلقوا في رفض الرسالة . من قاعدة الجهل و العناد ، و التمسك بالماديات ، و الغرور بما لديهم من قوة !
[ قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول و إنا لنراك فينا ضعيفا و لولا رهطكلرجمناك ]
اي لولا عشيرتك لقتلناك شر قتله .
[ و ما أنت علينا بعزيز ]
[92] و سفه شعيب اولئك الاغبياء الذين يعاندون ربهم و يخشون رهط شعيب .
[ قال يا قوم ارهطي أعز عليكم من الله و اتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ]فأنى تعملون فلا تخرجون من اطار قدرة الله ، و حدود مملكته سبحانه .
[93] و جاءت مرحلة التحدي الفاصلة حيث نابذهم شعيب العداء ، و أمرهمبأن يعملوا على حالهم . بينما يعمل هو بما أمره الله و الكل ينتظر ما يحمله المستقبل من مفاجآت .
[ و يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه و من هو كاذب و ارتقبوا إني معكم رقيب ]و هكذا جاء دور انتظار الفرج من قبل شعيب ، بعد الجهاد و توفير عوامل النصر الظاهرة ، و انتظار الفرج يعتبر من أفضل الأعمال . ففي الحديث النبوي :
" افضل اعمال امتي انتظار الفرج "
[94] و كل آت قريب ، فجاءت العاقبة تكشف الحقيقة المظلومة لتنتقم من المعاندين .
[ و لما جاء أمرنا نجينا شعيبا و الذين ءامنوا معه برحمة منا و أخذت الذينظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ]
[95] و كأن احدا لم يكن في هذه الديار .
[ كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ]
|