فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

يوسف يتحدى الفساد
هدى من الآيات

و بقي يوسف في الجب حتى جاءت قافلة تسير في ذلك الطريق . فبعثوا واحدا منهم يجلب لهم الماء ، فأدلى دلوه في البئر ، و لما ثقل الدلو بسبب تعلق يوسف به استبشر خيرا به ، و زعم بأنه بضاعة حباها الله له و لكنه أسر بها لكي لا يكتشف انه غلام حر و الله عليم بعملهم .

و لكي لا يفتضح أمره بادر ببيعة بثمن بخس و دراهم معدودة ، و كان الجميع يحذرون من شرائه لعدم معرفة واقع أمره ، و جاؤوا به الى مصر حيث اشتراه عزيز مصر الذي قال لزوجته اكرمي مثوى هذا الغلام و احترميه ، فلربما ينفعنا في حياتنا الاجتماعية ، أو نتخذه ولدا في حياتنا الشخصية ، و تلك كانت من إرهاصات يوسف حيث مكنه الله في الارض ابتداء من بيت ملك مصر بما أعطاه الله من علم بعواقب الأمور ، بينما أكثر الناس لا يعلمون .

و بلغ يوسف مرحلة البلوغ ، فآتاه الله النبوة و العلم بسبب احسانه السابق ،و حين بلغ مبلغ الرجال طلبت منه صاحبة البيت الفاحشة ، و هيأت وسائلها بغلـــق االابواب . و تهيئت فرصة الفاحشة و لكنه أبى بشدة و استعاذ بالله من الشيطان ، و قال بأن الله الذي رباني و أحسن مثواى لا أعصيه و ان الظالمين لا يفلحون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس