فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

رب السجن أحب إلي
هدى من الآيات

بعد ان تحدى يوسف (ع) ضلالة المجتمع و فساده العريض لم يسعهم الا سجنه ، و لكن يوسف اتخذ من السجن منطلقا للدعوة ، فحين دخل معه فتيان وجــدا عنده مظاهر المحسنين ، فسألاه عن حلمين ترآى لأحدهما : انه يعصر العنب ليصنع منه الخمر لمولاه ، بينما ترآى للآخر: انه وضع على راسه خبزا تأكل الطير منه و وعدهما يوسف (ع) بتأويل ما رأياه قبل ان يأتيهما طعام ، و لكنه قبلئذ ذكرهم : بأن معرفته بالتأويل هي مما علمه ربه ، و ذلك بسبب رفضه لدين المشركين ، و مقاومته لكفرهم بالله و اليوم الاخر ، و اتباعه لآبائه المؤمنينأبراهيم و أسحاق و يعقوب (ع) ، و هكذا اوضــح لهم انه من سلالة النبيين ، و انه أمر الا يشرك بالله شيئا ، و التوحيد فضل من الله عليهم و على الناس و لكن اكثر الناس لا يشكرون ربهم باتباع الرسالة .

ثم ذكرهما بأن التوحيد دين الوحدة , و ان الأرباب المتفرقين ليسوا سوى اسماء ليس وراءها حجة حقيقية ، انما السيادة و الحق لله . و انه أمر أن تستوي هذه السيادةعلى عرش الحياة الاجتماعية ، و ان هذا هو الدين القيم الذي لا عوج فيه ، بينما اكثر الناس لا يعلمون .

و هكذا اعطى يوسف (ع) درسا في الرسالة لصاحبيه في السجن قبل ان يفسر لهما الرؤيا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس