لحظات الاعتراف [91] فاعترفوا بذنبهم ، وبأن الله حين فضله عليهم فانما بعلمـــه و حكمتـــه البــالغة . [ قالوا تالله لقد ءاثرك الله علينا و إن كنا لخاطئين ]إن خطأهم الأساسي كان في مقاومة سنة الله التي لايزيدها رفض الناس لها الا عجلة . [92] اما يوسف (ع) الذي عرف عاقبة الغرور بالقوة ، و كيف ان اخوته قد أسكرهم خمر العصبية فقاموا بجريمة منكرة و حطموا مستقبلهم ، اما يوسف عرف ان زكاة النصر هي العفو فقد تسلح بقيمة الأحسان التي رفعته الى هذا المقام باذن الله . و عفا عنهم بل و اعطاهم الأمل بأن يعفو عنهم الله لكي لا يلاحقهم شبح الجريمة فتتعقد انفسهم ، و تسوء اخلاقهم فيقوموا بجرائم اخرى .. [ قال لا تثريب عليكم اليوم ] اي لا توبيخ و لا تقريع . [ يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ] [93] ثم امرهم بأخذ قميصه الى والده يعقوب . و هو ذلك القميص الذي تضوع بعبق جسده ذا النكهة الخاصة التي لابد لأبيه الواله من معرفته بسبب تركز احاسيسه في لحظة المصاب و تذكره كل شيء من يوسف .. بسبب استمرار حضور يوسف في مخيلته رغم مرور اربعين سنة على فراقه . [ اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا و أتونــي بأهلكــــــــم أجمعين ]ان الحزن البالغ الذي ذهب بنور عين الشيخ الواله .. يتبدل فجأة الى سرور بالغ فتنشط خلايا جسده جميعا ، و يعود بصيرا بأذن الله . |
|