فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس
من الرؤيا الى الحقيقة
هدى من الآيات

و تحركت من مصر قافلة البشر تحمل قميص يوسف (ع) . فقال يعقوب (ع) و هو جالس بين بعض أبنائه إني لاشتم ريح يوسف . بالرغم من انكم تضعفون رأيي . فانكروا عليه ذلك و نسبوه الى الابتعاد عن الحقيقة بسبب حبه العميق لولده . بيد ان البشير ما لبث حتى وصل و القىقميص يوسف على وجهه فاعاد الله عليه به عينيه . و قال لهم الم أقل لكم اني اعلم من الله نهاية مشكلتي ، و تعبير رؤيا إبني و انتم لا تعلمون فسقط في ايديهم و طلبوا اباهم ان يستغفر لهم الله من ذنوبهم و اعترفوا بخطئهم ، فقال يعقوب : سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم . و ارتحلوا جميعا الى مصر فدخلوا على يوسف عزيز مصر حيث استقبلهم بحفاوة - و قال لهم ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين و جعل ابويه فوق العرش بينما خر الناس سجدا لله امام عرشه ، و قال يوسف : هذا تأويل رؤياي . من قبل - لقد جعلها الله واقعا حقا، ثم فصل قصته لهم و كيف انه سجن فأحسن الله به و أخرجه من السجن ، و كيف بالتالي جاء بأهله من الصحراء بعد ان فرق الشيطان بكيده بينه و بين اخوته .


و كيف ان الله لطيف يجري سننه برفق . و بحسن تدبير و هو عليم حكيم . ثم استغل المناسبة لكي يدعو الله و يحدد موقفه من الملك الذي انعم به الله عليه . فقال ان الله اتاه الملك و علمه من تأويل الأحاديث لذلك فهو يطلب منه مزيدا من الفضل - و هو فاطر السماواتو الارض و هو الولي في الدنيا - ذلك الفضل هو ابقاؤه في الدنيا على الاسلام و الحاقه بالصالحين في الأخرة . كل ذلك كانت قصة يوسف (ع) التي اوحى بها ربنا الى قلب الرسول ، و كيف احتوت على ادق التفاصيل الهامة مثل مباحثاتهم و هم يجمعون امرهم و يخططون لألقائهفي غيابت الجب .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس