فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس
ينات من الآيات
و أحلوا قومهم دار البوار

[28] الغاية من نعم الله على البشر أن تنعكس في حياتهم المادية شكرا في صورة الوصول بها الى اهدافها ، وفي حياتهم المعنوية تكاملا و هدى و خلقا رفيعا ، بينما ترى بعض كبراء الكفر يسعون في الأرض فسادا ، فبدل ان يطمعوا الطعام يتلفونه ، و بدل ان يطعموا منه البائس و الفقير يتخذونه وسيلة لاستعباد الناس و تذليلهم ، و بدل ان تبعث النعمة في انفسهم الرضا و السكينة يزدادون بها طغيانا و حرصا و اسرافا ، و بالتالي قلقا و توترا ، و هكذا يبدلون نعمة الله الى كفر .

[ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ]

اظهر امثلة نعمة الله هي نعمة الرسالة التي كفروا بها ، و لا يزال الكبراء و اشياعهم من خدمة الكفر يكفرون بهذه النعمة و لا يشكرون .

و لكن هذه النعمة ليست الوحيدة التي لا يشكرونها بل هناك نعم اخرى كذلك يتخذونها وسيلة للكفر ، مثل نعمة السلطة و الرفاه و السلامة و الأمن .

و هؤلاء يجعلون قومهم في منزل الهلاك بسبب كفرهم بالنعم ، فيقودون الضعفاء في حرب ضد أصحاب الرسالة .


[ و أحلوا قومهم دار البوار ]

ان الهزيمة ستكون من نصيب كبراء الكفار ، و لكنهم يسحبون وراءهم جيشا من المستضعفين ، و يذيقونهم مرارة الهزيمة .

[29] هذا في الدنيا أما في الآخرة ، فان مصيرهم جميعا ..

[ جهنم يصلونها و بئس القرار ]

[30] و لكي يدعموا سلطاتهم الطاغوتية على الناس ، و لكي يواجهوا منطق الحق بباطل مزخرف ، فانهم يدعون الناس الى الأصنام الباطلة ، مرة يرفعون راية العنصرية و العصبية العشائرية ، و مرة ينعقون باسم آبائهم الأولين ، و قد يهتفون باسم الأرض أو اللغة أو الوطن ، أو باسم الأمن و الرفاه ، كل ذلك ليصرفوا الناس عن التوحيد الذي هو أسمى قيمة معنوية للانسان .

[ و جعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ]

و هدفهم من كل ذلك التمتع الساذج بلذائذ هذه الدنيا الدنية ، و لكن الى متى تدوم لهم النعم ، انها لا تدوم إلا الى اجل قريب .

[ قل تمتعوا فأن مصيركم إلى النار ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس