إبراهيم أسوة في الشكر و الدعوة الصالحة هدى من الآيات لقد أعلن ربنا ان من يشكره يزيده عطاء ، و من يكفر به فان عذابه لشديد ، و في هذا الدرس يضرب مثلا للانسان الشاكر الذي لا يشق له غبار وهو ابراهيم (ع) بينما الدرس التالي يذكر بمصير الكافرين . و قد وعد ربنا ان ينصر رسله بسبب خوفهم من ربهم ، و هذا ابراهيم يرفع إلى الله يد الضراعة ليجعل مكة بلدا آمنا ، ظاهرا بحرمته ، و باطنا بنظافته عن الأصنام التي أضللن كثيرا من الناس حتى فقدت الكثرة العددية شرعيتها ، و بقي المقياس هو الحق ، و اتباع الرسل ، فمن تبع ابراهيم فهو من ابراهيم ، أما من عصاه فان رحمة الله فقط وليس انتماؤه النسبي الى ابراهيم سوف ينقذه باذن الله . و بعد ان استعرض ابراهيم طاعته لله ، حين اسكن بعض ذريته في صحراء الحجاز حيث لا زرع و لا ضرع ، دعا ربه بان يوفقهم لأداء الصلاة على وجهها ، و انيجعلهم قبلة القلوب ، و ان يرزقهم من الثمرات ، كل ذلك بهدف ان يشكروا ربهم ، فيستخدموا النعم لراحة الجسد ، و أمواج الروح ، و أن يجعلوا لله الشاهد عليهم لانه يعلم ما يخفون و ما يظهرون ، و لا يخفى عليه شيء لا في الأرض و لا في السماء . وقد استجاب له ذلك ، أو ليس هو الذي رزقه على الكبر اسماعيل و اسحاق ، فانه إذا سميع الدعاء ، و لكي يكون شاكرا فعليه ان يقيم الصلاة ، و ان يدعو لاولاده بذلك ، وان يستغفر الله لنفسه و لوالديه و للمؤمنين ، حتى تكون آصرته الأيمانية و ليس الأسرية أقوى شيء ، و ان يخشى الحساب . هذا ابراهيم قدوة الشاكرين ، أفلا نكون مثله ؟؟ |
|