كيف يتحدى المؤمن غواية الشيطان هدى من الآيات الأرض التي تحتضننا خليقة الله ، فماذا عن الانسان فوق الأرض ، و ما هي قصته التي لا تنتهي ؟ لقد كان ترابا فجعل طينا ، و بقي حتى تسنه ، ثم أصبح صلصالا كالفخار يابسا يخلق منه البشر ، و قبلئذ خلق الجان من نار أوجدتها الرياح السامة . و بـــدأت القصة حيث قال الله للملائكة - و كان بينهم بعض الجان - و هو إبليس : أني خالق بشرا من طين يابس متخذ حمأ مسنون ، و أمرهم بان يسجدوا له متى ما أصبح سويا متكاملا ، و عندما يبعث فيه من الروح التي خلقها ، فاذا بهم يسجدون جميعا ، و يأبى إبليس ،و يسأله الرب : لماذا لم تكن من الساجدين ؟ فيجيب : أو لست قد خلقتني من نار و مثلي لا يسجد لبشر مخلوق من صلصال قد أتخذ من هذا الحمأ المتغير ، فيخرجه الله من ساحة قربه و يرجمه بلعنته ، و يطرده الى انيأتي يوم الدين فيحاسب . بيد انه يطلب الامهال الى يوم البعث ، فيعطيه الرب مهلة معينة لا يعرف مداها ، و يتوعد بني آدم : بان يزين لهم في الأرض و ان يغيرهم أجمعين ، و لكنه يعرف ان هناك عبادا لله قد أخصهم ربهم لنفسه بسبب عبادتهم له و تسليمهم لأوامره ، و يؤكد ربنا ان هناك صراطا مستقيما يتعهده الله و يسير عليه عباد الله الذين لا سلطان لإبليس عليهم . انما سلطانه على من يتبعه و هم الغاوون الذين سيكون مصيرهم جهنم التي لها سبعة أبواب . كل فريق منهم يدخل من باب بينما المتقون في جنات و عيون يدخلونها و هم سالمون آمنون . لا يعيش في قلوبهم غل و هم اخوان يجلسون على سرر متقابلين . لا يعتريهم تعب لا يخشون من اخراج . تلك هي قصة الانسان فوق الأرض فهل نعرف مغزاها ؟ |
|