العذاب حصاد الظالمين هدى من الآيات و جاء ضيوف إبراهيم الى قرى لوط ، فلما شاهدهم لوط لم يعرفهم فقالوا نحن جئنا لتحقيق وعد الله الذي كانوا يشكون فيه ، و هذا هو الحق و نحن صادقون فيه ، و أمروه بان يخرج من قريته ليلا هو و أهله و ليكن خلف أهله يشيعهم ، ولا يلتفت أحد منهم الى ما وراءه ،و ليمضوا الى حيث يأمرهم الله دون تردد ، وقد نزل بقومه قضاء الله الذي قرر ان يهلكهم دون أن يبقى منهم أحد يحفظ سلالتهم . هذا من جهة ، و من جهة ثانية حين اكتشف اهل القرية وجــود الضيوف ، جاءوا يستبشرون ليفجروا بهم تصدى لهم لوط و قال : بان هؤلاء ضيفي فلا تفضحوني في ضيفي و اتقوا عذاب الله ، و لا تجلبوا الخزي علي . أما هم فقد استمروا في غيهم ، و قالوا : نحن لا نقبل جوارك لأننا قد نهيناك سابقا عن استقبال الضيوف وإجارتهم ، فعرض عليهم النكاح من بناته و الإستعفاف بهن عن الفاحشة ، و لكنهم كانوا لا يزالون في سكرتهم يعمهون . و هكذا أخذتهم الصيحة في وقت الشروق ، و جعل الله عالي القرية سافلها ، و أمطر عليهم حجارة من سجيل ، و ان قصة هؤلاء عبرة لمن ينتفع بالعبر ، و انها لعبرة قائمة و لكن ليس كل شخص يستفيد من العبرة إلا المؤمنون !. و مثل لوط قوم شعيب و هم أصحاب حقول مزروعة انتقم الله منهم ، و كانت قريتهما في موضع يؤمه الناس . و أصحاب الحجر كذبوا بدورهم المرسلين ، و كلما أتاهم الله من آياته أعرضوا عنها ؛ و أخذوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فيها ، فنزل عليهم عذابا لله حيث أخذتهم الصيحة في وقت الصباح ، فهل منعت بيوتهم عنهم شيئا من العذاب . كلا .. |
|