فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
دور القائد في الحرب :

[ 64] ان يثق القائد بجيشه ولا يستضعفه : انه شرط اساسي للنصر ، لذلك امر الله نبيه الاكتفاء بما يملكه من الجيش .

[ يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ][ 65] ولكن على القائد ان يرفع ابدا معنويات جيشه . فان النقص المادي في الجيش الرسالي سوف يعوض بالمعنويات المرتفعة .

[ يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ]

اي ادفعهم نحو القتال .


مظاهر قوة المؤمنين :

[ ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين ]

اي عشرة اضعاف العدو ، و القرآن لم يقل ان يكن واحد يغلب عشرة ، او كل فرد يساوي عشرة افراد ، ربما لان العشرين بما لديهم من انسجام و تعاون و تلاحميقابل المائتين بما فيهم من اختلاف و تناقض .

[ وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون ]لا يعرفون اهمية الايمان و الصبر ، و التضحية ابتغاء الجنة و رضوان الله و سائر القوى المعنوية .

ان المعرفة تشبه كيانا متكاملا ، فاذا انهار ركن اساسي منه فتحت ثغرات واسعة في كيان المعرفة .. و الايمان بالله و بالقيم ركن شديد في بناء العلم او ليست القيم و المعنويات جزء هام من العالم ، والذي يكفر بها لا يعرف العلم على حقيقته . أرأيت الاطفال الذين لا يحسنون التلفظ ببعض الاحرف كالدال واللام والراء و السين انهم يشتبهون في اكثر الكلمات ، لان كثيرا من الكلمات تحتوي على هذه الاحرف فالذي يكفر بالله لا يفقه حقيقة العلم لان جزء من حقيقة العلم لا اقل هو العبودية و الخضوع لله .

[ 66] حين تكون الامة في بداية انطلاقها يكون ابناؤها صفوة المجتمع الذين بادروا الى الرسالة الجديدة بوعي كاف ، و بارادة حديدية تتحدى الضغوط المحتملة ،بل الواقعية من قبل الاباء و الاقارب و المجتمع و السلطة . لذلك فقدرتهم على الدفاع كبيرة ، بالاضافة الى ان التوجيه مركز بالنسبة اليهم و الارادة منضبطة . لذلك فان العشرين منهم يعادلون مائتين ، اما بعدئذ فالوضع مختلف اذ يكون الواحد يعادل اثنين فقط وذلك بسبب الضعف .

[ الان خفف الله عنكم ]

ولم يكلفكم بالهجوم ما دام عددكم اقل من نصف العدو .

[ وعلم ان فيكم ضعفا ]


من الناحية المعنوية .

[ فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن الله ]فان انتصاركم انئذ ليس حتميا ، بل انما هو باذن الله ، ومع تطبيق واجبات الشريعة .

[ و الله مع الصابرين ]

[ 67] ولا يمكن ان ننتظر الغنائم و المكاسب من دون تقديم تضحيات ، فلا نبي يحصل على اسرى حتى يثقل الارض بالقتلى و المجروحين .

[ ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض ]و الثخن و الغلظ و الكثافة بمعنى واحد .

[ تريدون عرض الدنيا و الله يريد الاخرة و الله عزيز حكيم ]اي انكم تريدون المكاسب السريعة بينما الله يريد الاخرة .

[ 68] ولولا كتاب ربنا سبق بنصر المؤمنين ، اذا لكانوا يستوجبون عذابا شديدا بسبب تهافتهم على المغانهم ، بينما المفروض عليهم وهم امة رسالية ان يفكروا في تبليغ الرسالة ، لا في المكاسب المادية ، وربما المراد من العذاب العظيم هو الهزيمة .

[ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم ][ 69] ولكن حرمة التفكير في المكاسب المادية من وراء الحرب لا تتعارض مع عدالة التشريع الاسلامي فيما يخص غنائم الحرب اذ يجوز الاكل مما غنمه المسلمونحلالا طيبا .

[ فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ]

و الاكل غير الامتلاك .

[ و اتقوا الله ]

فلا تتجاوزوا حدود العرف .

[ ان الله غفور رحيم ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس