فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الجهاد ذروة اولويات المؤمن
هدى من الآيات

لكي تستعد الأمة للصراع ، لابد ان يخلص انتماء أبنائها اليها باعتبارها تجمعا مبدئيا ، و الا يتخذوا أقاربهم اولياء ان فضلوا الكفر على الايمان . ذلك لان أي خلل في الانتماء يبعث خللا في الايمان ، فلو كان الأب او الأخ أو الزوج أو العشيرة أو المال و التجارة أو المسكن احب الى الفرد من ايمانه بالله و رسوله ، ومن جهاده في سبيل الله ، فلا بد ان ينتظر امر الله الذي لا يحمل بالتأكيد في طية الهداية و الفلاح للظالمين و الفاسقين .

و كمثل على هذا الخلل و اثره السلبي على الصراع ما جرى في يوم حنين . اذ كان اعتماد الجيش على كثرتهم التي غرتهم لا على الايمان ، فلم تغنى عنهم من الله شيئا . اذ انهزم الجيش و ضاقت عليهم الارض على سعتها ، ولكن الله انزل سكينته على الرسول و المؤمنين فاطمأنت قلوبهم ، و انزل جنودا من عنده فهزموا الكفار و عذبوا عذابا شديدا .


بيد ان الهزيمة كانت تجربة صاغت نفسية المسلمين فتاب بعضهم ، فتاب الله عليهم ، وكان الله غفورا رحيما .

ان هذا الدرس يحدد بعض الشروط الاجتماعية للجهاد بينما حدد الدرس السابق بعضا من شروطه النفسية و الثقافية .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس