فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


هكذا تقاعس المنافقون عن الجهاد
هدى من الآيات

لايزال الدرس هذا يبين لنا صفات المنافقين و تصرفاتهم في الحرب ، و يعطينا عدة مقاييس لتمييزهم و كشف كذبهم :

الف : ان المنافقين لا يريدون الجهاد بدليل انهم لم يعدوا له عدة ، ولو أرادوا الخروج للحرب لهيأوا وسائله سلفا ، لذلك ثبطهم الله و سلبهم عزيمتهم و جعلهم يقعدون مع الذين لا يملكون قدرة الخروج .

باء : ولو تحاملوا و خرجوا للحرب فلا يهدفون فعلا الجهاد ، بل كانوا كلا و عناء للمسلمين .

جيم : وفي ارض المعركة يثيرون الفتنة و يفسدون علاقة المؤمنين ببعضهم باثارة النعرات الجاهلية ، و الحساسيات الباطلة .

دال : وهم بالتالي جواسيس و عيون للاعداء على المؤمنين ، و الله يعلمهم و يعلمطبيعتهم الظالمة و الدليل على هذه الحقائق تأريخهم السابق حيث كانوا من قبل يحاولون اثارة هذه النعرات ، و تغيير مسار الاحداث باتجاه مضاد للرسالة ، ولكن الله اظهر أمره باذنه وهم كارهون .

ومن المنافقين من يقول للرسول : اعطني اذنا بالتخلف عن المعركة حتى لا اضطــر الى تــرك امرك و عصيانك بينما هذا الاستئذان ذاته عصيان و تخلف عن الواجب ، وان جهنم محيطة بالكافرين ، فسواء خرجوا او تخلفوا فانهم في النار لانهم أساسا من الكافرين . و الكافرلا يصلح عملا ولا يفلح مصيرا .

هاء : ومن علامات المنافقين انهم يفرحون كلما ينهزم المسلمون و يحزنون كلما ينتصرون . و يزعمون ان انفصالهم عن ركب الرسالة دليل على كمال عقلهم و حذرهم حيث لن يصيبهم ما أصاب المؤمنين ، و يقول ربنا ان المصائب مكتوبة على الانسان و مقدرة من قبل الله سبحانه، و المؤمنون لا يخشون المستقبل لانهم يتوكلون على ربهم ، و نهاية ما يمكن ان يصيب المؤمنين هو القتل في سبيل الله وهو احدى الحسنين ، اما الانتصار فهو عاقبة حسنى معروفة ، بينما المنافقون إما يموتون فيعذبون عند الله او يبقون فيعذبون على يد المؤمنين . اذاالوقت في صالح المؤمنين و النهاية لهم على أية حال .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس