فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
عند الخطر يجأر العبد الى الله
هدى من الآيات
وفي سياق الحديث عن الذين يعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ، و للدلالة الفطرية على واقع هذه العبادة ، يبين لنا الله سبحانه موقف الناس من آيات الله ، و كيف يتبدل حسب اختلاف حالاتهم النفسية ، فاذا كانوا في شدة و ضراء ثم أسبغ الله عليهم نعمه ،و جعلهم يتحسسون برحمته ، تجدهم يحتالون على آيات الله و يناقشون فيها حتى لا يؤمنوا بها بكل وسيلة ممكنة ، بينما الله سريع الجزاء لما يفعلون ، و قد أوكل سبحانه أمر كتابة أعمالهم و مكرهم الى الملائكة المرسلين اليهم .
و كمثل على هذه الحالة أن الله يوفر للانسان أسباب السير في البر و البحر ، و يركب الناس السفن الشراعية ، و يهب عليها نسيم هادىء يفرحون به لأنه يؤنسهم و يسير سفينتهم ، ولكن بعدئذ تأتيهم ريح عاصف يهيج بها أمواج البحر حتى تحيط بهم من كل جانب ، و يظنون ان الهلاك قد اقترب منهم هنالك ينسون الشركاء و يخلصون العبادة لله ، و يدعونه و يتعهدون انه لو انجاهم يصبحون منالشاكرين .
بيد أنه حين يخلصهم الله من ورطتهم تراهم يفسدون في الارض ، و يرتكبون المعاصي ، بينما تلك المعاصي موجهة ضدهم ، لأنها بالتالي متاع الحياة الدنيا المحدودة ، و بعدها ينتقل البشر الى ربه ليجازيه .
|