فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
دار الفناء أم دار السلام
هدى من الآيات
في الدرس السابق بين الله لنا أن الذين يمكرون في آيات الله بغيهم على أنفسهم ، لأن متاع الحياة الدنيا قليل .
وفي هذا الدرس يعطينا السياق رؤية عامة تجاه الحياة الدنيا ، و يضرب لنا مثلا ببعض ما نراه ظاهرا من تحولات طبيعية ، كالماء ينزل من السماء و يختلط به نبات الأرض من فواكه تأكلها الناس ، واعشاب تأكلها الانعام ، و تزدهر الأرض و تصبح بهيجة و مزينة ، حتى تصور أهل الأرض انها أصبحت محكومة لهم ، وأٍنهم قادرون عليها ، وعلى أنواع التصرف فيها ، ولكن لا تبقى هذه الحالة اذ سرعان ما ياتيها أمر الله ليلا أو نهارا بعاصفة ثلجية ، أو سيول هادرة ، فاذا بها تحصد حصدا و كأنها لم تقم هكذا سابقا . هكذا يضرب الله لنا مثلا، من ظواهر الدنيا التي هي آيات الله التي ينبغي ان نتفكر فيها .
ومادامت الحياة غير مأمونة العواقب ، فعلينا ان نفتش عن أمان ، و الله يدعو الىذلك و يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ، يبلغهم دار السلامة و الأمن في الدنيا ، وفي الاخرة حيث يضمن للذين أحسنوا الفكــر و العمــل الحياة الحسنى و زيادة على فعلهم الحسن ، تلك الزيادة قد تكون في غناهم الروحي و المادي ، وأنهم أصحاب الجنة هم فيها خالدون .
بينما الذين عملوا السيئات يجازيهم الله بمثل ما فعلوا ، و تحلق بهم الذلة ، و لا يستطيع شيء ان يمنع عنهم عذاب الله ، و وجوههم مسودة كأنما قد أحاط بها الظلام ، وهم أصحاب النار فيها خالدون .
|