فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


هكذا نصر الله رسوله
هدى من الآيات

و بعد أن آمنت ذرية من قوم موسى بالرسالة ، اتخذ الصراع شكلا اجتماعيا ، و أمر الله رسوله ان يتخذ لقومه المؤمنين بيوتا متقاربة و متقابلة ، وان يقيموا الصلاة ، و يبشر المؤمنين ، وهكذا انفصل المؤمنون عن الكفار ، بيد ان زينة الدنيا و مباهجها و ثروتها كانت بأيدي الكفار ، فدعى موسى ربه الا يدع فرعون و زبانيته و يضلون عن سبيل الحق بسبب تلك الزينة ، و الأموال ، بل يطمس على أموالهم ، و يشدد على قلوبهم فيسلبهم علمهم و عقلهم ، فلا يؤمنوا حتى يأتيهم العذاب ، فلا ينفع الايمان .

فاستجاب الله لدعوة موسى و هارون ، ولكنه أمرهما بالمقابل ان يستقيما والا يخضعا للضغوط فيتبعان سبيل الجاهليــن ، ولكــن كيف تحقق دعاء موسى وهارون ؟ و متى ؟

حينما هيأ الله لبني إسرائيل البحر بطريقة غيبية ، فعبروه الى صحراء سيناء ، فلحقهم فرعون و جنوده ليفتكوا بهم ولكنهم اغرقوا ، وحين احاط به الماء قال : آمنتانه لا اله الا الله ، بعد أن جاءه العذاب الأليم ، وناداه مناد هل تؤمن بعد ان عصيت الله و أفسدت في الأرض ؟ ان الايمان لا ينفع الان ، وان الله سوف ينجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية و عبرة ، بيد ان كثيرا من الناس عن آيات الله غافلون .

ولقد هيأ الله لبني اسرائيل مقاما آمنا ، و رزقهم من الطيبات ، وما اختلفوا الا من بعد ان جاءهم العلم ، فلم يقصر الله سبحانه بحقهم ، وان الله سوف يقضي بينهم يوم القيامة بالنسبة الى خلافاتهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس