فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بصائر الأختيار السليم
هدى من الآيات
يتســائل القــارىء للآيــات السابقة : لماذا وكيف يختار البشر طريق الايمان أو الكفر ؟! فيجيب هذا الدرس عن هذا السؤال باعطاء بصيرة ذات ابعاد أربع عن الايمان و الكفر وهي :
1 - لا يتحقق الايمان بالاكراه ، لا من قبل الله ، ولا من قبل الرسول ، فلو شاء الله لآمن من في الارض جميعا ، ولكنه لا يكره الناس على الايمان ، فهل يحق لبشر ان يكــره الناس على الايمان و خالق البشر أحق بذلك ، لو كانت المصلحة تقتضيه ؟.
2 - ان الايمان نعمة كبيرة يتفضل بها الله على الانسان ، بعد توفير شرائطه من قبله وان الله يجعل الرجس وهو الكفر و مفاسده المترتبة عليه على أولئك الذين لا ينتفعون بنور عقولهم فلا يعقلون .
3 - اذا فتح الانسان عينه ، و نظر الى ما في السموات و الارض نظر اعتبار مندون حجاب ، فانه يوهب الايمان ، ولكن اذا قرر الفرد عدم الايمان سلفا فكل الآيات و النذر لا تغنيه ولا تنفعه شيئا .
4 - ان انتظار الكفار هو تحول الغيب الى شهود ، و الحقيقة المبشر بها الى واقع قائم أمامهم ، مثل ان ينزل عليهم فعلا العذاب الذي يتوعدهم به الرسل ، وآنئذ لا ينفعهم الايمان كما لم ينفع الذين كذبوا بالرسالات السابقة ، وانما نفع المؤمنين من قومهم الذين نجاهم الله ، وهذا وعد حق يقطعه الله على نفسه للمؤمنين عبر العصور انه ينقذهم مما ينتظر الكفار من العذاب .
|