فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
طاعة القيادة الرسالية واجب وضرورة
هدى من الايات
بعد الحديث عن مسؤولية المال و العلم الاجتماعية ، و دورهما في إصلاح أو افساد المجتمع ، وبعد ضرب القرآن لقيمة العلم والمال ، إلا إذا حققا هدف الرسالة ، و تحولا الى أداتين في خدمة المجتمع ، بعدئذ يتناول القرآن مسؤولية السلطة ، فهي الاخرى ليست قيمة بذاتها إنما هي وسيلة لتحقيق العدالة ، التي تعني حصول كل شخص على حقه كاملا غير منقوص .
وهذه القيمة يحققها سلطان الله في الارض المتمثل في قيادة الرسول ( ص ) ، و أولي الامر من بعده الذين يجسدون رسالته ، وقد كانوا هم أهل بيته ، أما الان فهم حملة رسالة الله في الارض بكل معنى الكلمة .
و السلطات الاخرى تمثل الطاغوت الذي يدعمه الشيطان وقد أمرنا بالكفر به و التمرد عليه .
ومخالفة الرسول و أولي الامر من بعده هي من عمل المنافقين ، الذين سوف يكتشفون ان قيادة الرسول أفضل لهم ، وذلك حين تنزل عليهم المصائب بسبب انتمائهم الى سلطات الطاغوت ، وعلى الرسول أن يستغل الفرصة و يعظهم .
كل رسل الله جاؤوا ليتسلموا قيادة الناس ، واذا عاد الناس الى قيادة الرسل وصححوا مسيرتهم ، لأصلح الله حياتهم ، وغفر لهم سيئاتهم .
أما الذين يخالفون رسل الله ، فإنهم ليسوا بمؤمنين ، لانهم يخالفون بذلك هدف الرسالــة أساسا ، وقيادة الرسول ليست محصورة بالصلاة والصيام ، بل في كل الشؤون ، وعلى المسلم الا يفرق بين الموضوعات ، ويتبع الرسول في القضايا البسيطة فقط ، بل حتى ولو أمره الله بأن يقتل نفسه فعليه أن يطيعه ، لانه ذلك خير له وأقوم .
خير له لانه سوف يحصل بسببه على أجر عظيم ، وأقوم له لأنه سوف يهتدي الى الصراط المستقيم ، وسوف يحشر عند الله مع الصفوة من خلقه ، وهم النبيون والصديقون و الشهداء ، و الصالحون وهذا التطلع الاسمى الذي يجب ان يسعى من أجله الانسان .
ان هذه الآيات أوضحت لنا ضرورة الطاعة للرسول لتحقيق المسؤولية الاجتماعية وهي : العدالة .
|