فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
طاعة القيادة أمتداد لطاعة الله
هدى من الايات
حاجة الامة الى الطاعة المبدئية هي أكبر من حاجتها الى أي شيء آخر ، اذ التعــاون و التطــويــر ، والمواجهة مع الاعداء ، وبناء و أعداد الجبهة الداخلية و .. و .. ، كل تلك نتيجة مباشرة للطاعة ، وانما تتقدم الامم بقدر تماسكها و اندفاعها و وحدة مسيرتها ،وهي كلها تأتي نتيجة الطاعة .
وهنا يعود القرآن ليذكرنا بضرورة الطاعة في سياق الحديث عن الانضباط في المجتمع المسلم خصوصا في الازمات . و بينت الآيات :
اولا : ان طاعة الرسول هي طاعة الله لا اختلاف بينهما ولا تناقض ، وان الرسول ليس موكلا بالامة بل قائدا لها .
ثم بينت صورة واقعية عن الطاعة ، متمثلة في سلوك المنافقين الذي يجب ان يتجنبه المؤمنون وهو : التظاهر بالطاعة أمام الرسول ، و حبك المؤامرات ضده فيالليالي ، وعلى القيادة الا تهتم بهؤلاء ، بل تبعدهم عن المهام الرسالية ، و تتوكل على الله ، و تتوجه الى الصادقين .
و طاعة الله و طاعة رسول الله واحدة ، اذ ان الرسول انما يجسد تعاليم الله ولولا طاعة الرسول لانهار بناء التوحيد ، وهذا التماسك في المباديء الاسلامية ، و التكامل و الوحدة فيها لدليل على انها من الله ، إذ ان أي مبدأ بشري لابد ان تجد فيه تناقضا بين الايدلوجية و التشريع ، و بين بنود الايدلوجية ذاتها ، و قوانين التشريع مع بعضها .
و عاد القرآن الى الحديث عن الصور الواقعية للطاعة فأمر بالطاعة حين تعرض الشخص لظاهرة إجتماعية كالحرب و السلام ، وذلك بأن لا يذيع الاخبار حولها الا بعد مراجعة القيادة الشرعية المتمثلة في الرسول (ص) وفي العلماء الذين يستنبطون الاحكام من القرآن الكريم.
ثم بين صعوبة ذلك الا بالتوكل على الله ، اذ انه من دون فضله ورحمته يتبع الناس الشيطان الا قليلا .
|