فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
إبراهيم قدوتنا في الالتزام
هدى من الآيات
هناك قاعدتان نفسيتان للشرك بالله .
الاولى : اللامسؤولية .
الثانية : الجهل بالله .
بالنسبة للقاعدة الاولى : فإن من الأسباب التي تدعو البشر الى الشرك بالله ، و الايمان بالاناث من عباده ، و بالشيطان المريد إنما هو محاولة التخلص من ثقل المسؤولية في الحياة .
ذلك ان البشر الذي يهوى الفردية المطلقة لنفسه يريد أن يبرر بطريقة أو بأخرى أعماله القبيحة ، فيتوسل بفكرة تعدد الالهة حتى يطمئن نفسه بالخلاص من عقاب الله عن طريق التزلف الى إله آخر .
ولقد رأينا كيف ان الشيطان يمد أولياءه في هذا الغي عن طريق أعطاءالاماني الكاذبة التي تخدع الانسان ، و تعده بالجنة بدون عمل .
وفي هذه الآيات ينسف القرآن هذه القاعدة النفسية ، ويبين أن الأماني لا تكون مقبولة أبدا عند الله .
وإن المسؤولية موجودة اعترف بها البشر أو انكرها ، وأن من يعمل سوءا أيا كان فله جزاؤه العادل . كما أن من يعمل الصالحات يجزى عليها من دون نقيصة ، وأن المقياس عند الله هو التسليم المطلق له لا التمرد عليه بحجة التحرر ، أما البرنامج العملي للانسان فهو طريق إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، بعد أن أسلم وجهه لله .
وفي الآية الاخيرة ذكر سبحانه ان له ما في السموات والارض ، وبذلك نفى القاعدة الثانية للشرك ، وهي جهل الانسان بعظمة الله ، بواسع قدرته ، و بأنه لا يقارن بخلقه .
|