فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
لا تغلوا في دينكم
هدى من الايات
تكميلا للحديث عن ضرورة الوحي ، وتوضيحا لمواصفات الطبقة المؤمنة ، حتى لا تختلط بالطبقات المتظاهرة بالايمان ، جاءت هذه الاية لتتحدث عن زيف فكرة انصاف الالهة التي ابتدعت في مذاهب النصارى ، فزعموا : ان نبيهم عيسى بن مريم كان ابنا لله . كلا ، عيسى وجميعالانبياء انما هم بشر ، و صفتهم المميزة التي جعلهم الله بها انبياء ، و اختارهم للوحي تلك الصفة هي عبوديتهم التامة لله و خضوعهم الكامل له .
و نهت الاية الاولى عن الغلو في الدين ، و الافتراء على الله غير الحق بأن عيسى ثالث ثلاثة ، يشكلون بالمجموع قيادة موحدة لادارة الكون ، بينما المسيح ( كما تقول الاية الثانية ) لا يتكبر عن عبودية الله ، ولا يرى نفسه أكبر من هذه العبودية ، وهذا سر عظمته، أما المتكبرون عن عبادة الله فان جزاءهم عذاب أليم .
بهذا نقت الايات فكرة الرسالة عما لصق بها من رواسب الشركالجاهلية ، وجعلها مقبولة للعقل البشري .
و الواقع ان كثيرا من الذين ينكرون الحقائق الدينية انما ينكرون ما لصق بها من خرافات و أوهام ، ولو صفيت الحقائق عن تلك الخرافات و الاوهام ، فان أكثرهم سيعود الى الرشد ، و يؤمن بالحقائق .
لذلك تعتبر تصفية فكرة الرسالة من رواسب الشرك بمثابة دليل على صدق الرسالة لأنه يفتح الطريق أمام الايمان بها .
|