فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الامة التي نقضت ميثاق ربها
هدى من الايات
بعد ان بين القرآن في حديثه السابق أهمية الميثاق و ضرورة الالتزام ببنوده عاد ليضرب مثلا من واقع اليهود الذين نقضوا الميثاق ، ومثلا من واقع النصارى .
اما اليهود فقد أخذ الله منهم الميثاق ، وأرسل اثني عشر رئيسا عليهم - بأعتبارهم اثنتي عشرة قبيلة - و فرض عليهم في الميثاق اقامة الصلاة ، و ايتاء الزكاة ، و الايمان بكل الرسل و السير وراءهم ، و المبالغة في عمل الخير و وعدهم إنهم ان طبقوا هذه المواثيق، فسوف يغفر الله ذنوبهم ويدخلهم الجنة ، اما من كفر فسوف تلفه الضلالة و ينحرف عن السبيل .
بيد ان اليهود نقضوا الميثاق ، فلعنهم الله ، وأول ما جازاهم بنقض الميثاق كانت قسوة القلب التي كانت العلة في سائر المحرمات ومنها :
اولا : تحريف ايات الكتاب و عدم الاستفادة منها عمليا .
ثانيا : الخيانة التي أصبحت عادة شائعة فيهم ، و لذلك نصح الله رسوله بأن يعفوا عنهم ، ويحسن إليهم لعلهم يرجعون .
هكذا لعن الله اليهود بنقض الميثاق .
أما النصارى : فإنهم لما نقضوا الميثاق أوقع الله بينهم العداوة فأخذوا يتآكلون داخليا ، و يضرب بعضه بعضا ، و سوف يظلون هكذا الى يوم القيامة حيث يأخذهم الله بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر .
إن هذا كان مصير اليهود و النصارى حين نقضوا الميثاق ، ولكن دعنا نعتبر منهم و نلتزم بالميثاق التزاما شديدا .
|