فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الكفار بعضهم اولياء بعض
هدى من الايات
بينات من الايات
الولاء المنحرف :
[ 51] يزعم بعض ضعفاء الايمان من المسلمين انه يمكن ان يحتموا بقوة اجنبية لمقاومة قوة اجنبية اخرى ، مثلا يعتمدون على النصارى لمقاومة اليهود ،وهذا زعم خاطىء لسببين :
الاول : ان الاجنبي أقرب الى الاجنبي في الواقع منك ، وان اليهود و النصارى سوف يتحالفان ضدك ، كما يتحالف الشرق مع الغرب ضد مصالح المستضعفين ، وبالنسبة اليك كمسلم تملك شريعة مختلفة عنهما و منهاجا متضادا معهما فانه يتساوى اليهود و النصارى ، أو الشرق والغرب فهما معا بعيدان عنك ، وعن مجتمعك .. مخالفان لك .
الثاني : إنك حين تتحالف مع هؤلاء أو اولئك تصبح جزءا من مجتمعهم ، و امتدادا لوجودهم وهذا يفصلك عن مجتمعك المسلم ، لان اهم ما يحدد هوية الشخص هو ولاؤه فلا يجتمع ولا إن الفرد واحد لذلك قال ربنا :
[ يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ]و ربما يزعم مثل هذا الرجل انه يتمكن من ربح الجهتين معا فهو في الظاهر من المسلميــن ، وفي الباطل يوالي الاجنبي ، ولكنه خاطىء لانه يظلم بفعله هذا مجتمعه ، ولذلك لا يهديه الله لان القلب المليء بالنفاق و الغش و الغل لا يشع فيه نور العقل .
[ إن الله لا يهدي القوم الظالمين ]
[ 52] من الذي يوالي الاجنبي ؟
إنه الفرد أو الطبقة المنهزمة نفسيا أمامه ، والتي تخشى قوة الاجنبي ، و سيطرته في المستقبل على أوضاع البلد فتتعاون معه .
[ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ، يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة ]أي مكروه ، أو سلطة العدو .
إنتظار الفرج :
ولكن ربنا يقول : ان هناك إحتمالا وجيها اخر هو الانتصار الكاسح للمسلمين عليهم أفلا يخشون المسلمين إذا !
[ فعسى الله ان ياتي بالفتح ]
بأن ينصر المسلمين على أعدائهم .
[ أو أمر من عنده ]
كعذاب شديد يصيب الكفار ليس على أيدي المؤمنين ، بل عن طريق زلزال او خسف أو مرض .
[ فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ]
لانهم إعتمدوا على قوة ضعيفة ، و تركوا ولاءهم المقدس لسراب خادع .
[ 53] وآنئذ حين ينصر الله المسلمين أو يهلك الكفار بأمره ، يشمت المسلمون بالمنافقين و يقولون لهم : أكان هؤلاء الكفار هم القوة التي تحالفتم معها بقوة ،فهــذه مكاسبهم قد ضاعت في سراب الشرك ، و بقي رأسمالهم الوحيد الخسارة و الندم !
[ و يقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ]أي بكل ايمانهم ، وبأشد أنواع الحلف وكان محتوى حلفهم .
[ انهم لمعكم حبطت أعمالهم ]
جميعا لانهم كانوا مشركين .
[ فأصبحوا خاسرين ]
|