فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الايات
صفات المجتمع الفاضل :
[54] لا تزعم انك لو واليت الاجانب فان المجتمع الاسلامي سوف ينطبع بطابعك ، أو سوف يصبح أقرب الى الاجنبي ، كلا .. بل انك سوف ترتد عن دينك ، و تنفصل عن واقع المجتمع المسلم حتى ولو كنت ذا سمة بارزة فيه وذا منصب كبير ، اذ ان الله سوف ياتي بقوم يجسدون ذلك المجتمع الفاضل الذي يتسم بالصفات التالية ..
اولا : ان الله يحبهم ، ولا يحب الله الشخص لذاته بل لتكامل الصفات الحسنة فيه ، من الايمان و العمل الصالح ، وحين يحب الله احدا تحبه ملائكته و أولياءه و يسخر له مافي السماء و الارض لانها مطيعة لله .
ثانيا : وهم يحبون الله ، و يشعورن بان الله متفضل عليهم ، وان عليهم شكر ربهم بالعطاء و بالصلاة و الزكاة و الجهاد ، وحين يصلون او يزكون و يجاهدون فان عطاءهم هذا ليس جبرا عليهم و إكراها بل طوعا و اختيارا لانه نابع من حبهم لله .
ثالثا : ولان علاقتهم بالله هي علاقة حب وهي ارفع درجات الانسجام و التوافق فانهم يحبون بعضهم و يتساهلون في علاقاتهم . حتى يزعم الناظر اليهم من بعيد ان الواحد منهم عبد للاخرين في علاقة التواضع و الايثار و الابتعاد عن الذاتيات ، فهم أذلة على المؤمنين .
رابعا : أما علاقتهم مع الكفار فهي علاقة المنعة و التحدي ، فهم أعزة عليهم صامدون أمامهم غير متأثرين بأفكارهم ، وغير خائفين منهم .
خامسا : ونشاط المجتمع المسلم مكثف ، و يتحدى الصعوبات الداخلية و الخارجية ، فهم ابدا يجاهدون في سبيل الله ضد سلبياتهم الداخلية و ضد الاعداء الخارجين .
سادسا : ان سلوكهم لا يتأثر بما يقوله الاخرون ، بل بما تمليه عليهم افكارهم السليمة و بصائرهم النافذة لذلك فان الاشاعات لا تنال من جهادهم .
[ يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه ]
فانه يخسر إنتماءه الى المجتمع المسلم ، بينما المجتمع المسلم موجود ليس به وبأمثاله بل بمن يأتي به الله .
[ فسوف يأتي الله بقوم ]
عن طريق هدايته لهم .
[ يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ]لان انتماءهم الى المجتمع المسلم يغنيهم عن الارتباط بسائر الناس غير المسلمين ، فلذلك لا تؤثر فيهم الشائعات والدعايات وما يبثه المغرضون حول اهدافهم المقدسة .
وهذا النموذج المتكامل يصنعه الايمان الصادق بالله ، و تطبيق مناهج الرسالة التربوية .
[ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم ]
ولانه واسع فان نعمه كبيرة لا تحصى ، ولانه عليم فهو يعلم من الذي يستحق باعماله و بنيته الطيبة .. فضل الله سبحانه .
و لاية الله أهم مظاهر حزب الله :
[ 55] تلك كانت الصفات الظاهرة للمجتمع المسلم او بالاحرى - الطليعة المسلمة - أما واقع هذه الطليعة فهو قبول ولاية الله في السماء و الارض .. في الغيب و الشهود .. في امور الاخرة و الدين ، كما في شؤون الدنيا و الحياة ، و ولاية الله تعني :
اولا : إخلاص العبودية له .
ثانيا : إتباع مناهجه .
ثالثا : أن يكون حب الفرد و بغضه لله وفي الله .
و ولاية الله في الدنيا تتجسد في قيادة الرسول و خلفائه الائمة ، و الربانيين ، و الاحبار الصالحين .
[ إنما وليكم الله و رسوله و الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون ]فان حزب الله هم الغالبون :
[ 56] و الذين ءامنوا هم المجتمع الرسالي الامثل الذي لا يتجاوز انتماء الفرد عن حدودهم ، بل يقتصر عليهم لكي تتشكل هذه الولاية بالاضافة الى تلك القيادة - الحزب الالهي - .
[ ومن يتول الله و رسوله و الذين ءامنوا فان حزب الله هم الغالبون ]والسؤال : لماذا يغلب حزب الله سائر التجمعات ؟
اولا : لأن إرادة الله العليا تشاء ذلك بان ينتصر حزبه على سائر الاحزاب ، وفي صراع المجتمعات الاسلامية و الجاهلية شواهد على ان ما نسميه بالصدق ( أو بالاحرى القدر الالهي ) يلعب دورا أساسيا في إنتصار الرسالة ، وما هي سوى ارادة الله العليا التي عبر سبحانه عنها بقوله :
[ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ]
ثانيا : إن حزب الله يعتمد على أساس القيم الحياتية التي تربي الفرد على اليقين و العمل الصالح و الانضباط ، وهذه القيم قادرة على صنع الحضارة ..
ثالثا : أساس التنافس داخل المجتمع الاسلامي ليس بالشخصيات ولا الغنى ولا العنصر ، وانما العلم و العمل ، اللذان يعتبران القيمتان الاساسيتان في هذا المجتمع ، بينما أساس التنافس في سائر المجتمعات هي واحدة من تلك القيم الزائفة ، ومن الطبيعي ان يرتقي ذلكالمجتمع الذي يتنافس أصحابه على العلم و العمل .
رابعا : أبرز ما يعطي المجتمعات التقدم و الاستمرار هو قدرتها على تجاوز التحديات التي تتعرض لها من قبل الاخرين ، و المجتمع الاسلامي يتكىء على الجهاد و الشهادة في مقاومة التحديات و تجاوز الصراعات ، فيكون أقدر على الاستمرار و التقدم .
من هنا كان حزب الله - بالرغم من قلة أبنائه و ضآلة موارده في البداية اقوى من حزب الشيطان على كثرة عدده و عدته وهو الغالب عليهم .
|