فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الانبياء في حضرة الله
هدى من الايات

انى كانت نتيجة المحاكمات على وجه الأرض في الدنيا في صالح أصحاب الحق أم في صالح اصحاب الباطل فان هناك محكمة اخرى تعدل ولا تجوز وهي محكمة الله في الآخرة .

وهناك لا يهدي الله القوم الفاسقين ، وهناك يجمع الله جميع الناس وفيما بينهم رسل الله ، فيسألهم ماذا كان جواب الناس لكم ( وبذلك لا مناص من المحكمة حتى لأنبياء الله ) فهذا النبي العظيم عيسى بن مريم عليه السلام يسأله الله هناك هل انه قال للناس اعبدونيمن دون الله بالرغم من ان الله عالم بأن عيسى لم يقل ذلك ابدا .

ولكن قبل أن يسأله الله يذكره و يذكر الناس بالنعم التي أنعم بها عليه وعلى أمه . حيث انه أيده بروح القدس ، و علمه الكتاب و الحكمة ، و اجرى بيده المعاجز مثل إحياء الموتى ، و حفظه من كيد بني إسرائيل .


وأمر الناس بالايمان به ، و دعم موقف عيسى في بني إٍسرائيل بأن انزل عليهم مائدة من السماء بطلب من بني إسرائيل وهكذا ..

و الهدف من سرد القصة هذه في نهاية سورة المائدة ، ليس فقط بيان مسؤوليــة العالم الشاهد الذي عليه - حين إدلائه بالشهادة - ان يتصور موقفه أمام الله ، ليس هذا هو الهدف ، بل إنه مجرد مناسبة للحديث .

اما الهدف فهو أعم منه ، وهو بيان مسؤولية الانسان في الحياة ، ولعله يشعر بتلك المسؤولية التي تتجسد يوم القيامة في محكمة العدل الالهية .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس