كيف نضمن الفلاح ؟ [ 148] هل نستطيع ان نضمن الفلاح لانفسنا بمجرد ان نتوجه شطر المسجد الحرام ؟ وهل نستطيع ان نؤكد ان كل من يتوجه شطر بيت المقدس في النار ؟
كلا .. ان هذه مظاهر خارجية للعبادة ، اما العبادة الحقيقية فهي : التسليم لله ، و العمل الصالح ، وكلما كانت الامة اكثر عملا من بالصالحات كانت اقرب عند الله ، اما القبلة فهي مظهر خارجي لا اكثر .
[ ولكل وجهه هو موليها ]
بعضهم شطر المسجد الحرام والبعض الى القدس .
[ فاستبقوا الخيرات ]
هذا هــدف رسالات الله ولا يكونن جدلكم في القبلة ، بديلا عن منافستكم لبعضكم في الخيرات .
[ اين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير ]وهناك في محكمة الله لا ينظر الله الى جدلياتكم بل الى مقدار الصالحات في ميزان اعمالكم .
[ 149] ولكن هذه الفكرة لا تدعونا الى تمييع الحدود ، والقول بإن المؤمن يمكنه ان يصلي الى اية جهة شاء ، كلا ، انما عليه ان يلتزم بحدود الشريعة ، ولكن دون ان يكــتفي بها ، لذلك تجــد القرآن يعود ويأمر بالتوجه شطر المسجد الحرام ويقول :
[ ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون ]انه الحق ، بالرغم من مقاومة ائمة الضلال لك على ذلك ، وما دام الفرد على الحق ، فلابد الا يأبه بمعارضة الناس ، مهما كانوا كبارا عند انفسهم ، و عريقين في الدين .
[ 150] ثــم يــؤكد القرآن ضرورة الاستقلال الفكري و عدم الخوف من الناس في الحق ويقول :
[ ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم ]هؤلاء الظالمون سوف يحتجون عليكم ، سواء اتبعتم الحق ، ام الضلال ، وعليه فلابد من اسقاط هؤلاء عن الحساب وعدم التفكير فيهم ، يبقى الناس فهم يعرفون مدى أهمية المسجد الحرام ، وكانوا يتساءلون لماذا انتم باقون على التوجه الى بيت المقدس بالرغم من أهميته الثانوية ، الان عودوا الى المسجد الحرام ، حتى لا تكون لهــؤلاء الناس حجــة عليكــم ، خصوصا وهم على الاغلب ممن يكرم المسجد الحرام .
ومادام الانسان على حق وقد استطاع ان يجلب اكثر الناس الى صفة عن طريق النهج السليم و العمل الصالح ، فعليه الا يخشى طائفة من الناس ، هم طبقة المحرفين للدين .
[ فلا تخشوهم و
اخشون ولأتم نعمتي عليكم و لعلكم تهتدون ]
التخلص من الظالمين نعمة ، و الاستقلال الفكري و الاجتماعي ( بتميز القبلة ) نعمة ، و هداية في ذات الوقت الى القبلة الافضل ، المسجد الحرام .
|